البحر أسود هذه الليلة.. حكايات مُغامِرة فرنسية شهيرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتكشّف أحياناً أن الأحداث التي تجري حولنا استثنائية وفيها قدر كبير من الغرابة بعض المرّات. ومن تلك الأحداث أن «فلورنس ارتو» أشهر امرأة في فرنسا وربما في أوروبا والعالم في مجال خوض غمار البحار والمحيطات. وهي التي كانت قد فازت عام 1990 في سباق اجتياز المحيط الأطلسي وحيدة على ظهر قاربها، بل وحققت في تلك «النسخة الرابعة» من السباق رقماً قياساً عندما قطعت مسافة السباق بـ 14 يوماً وعشر ساعات وعشر دقائق.

لقد أثبتت يومها أن مغامرات البحر ليست «مقصورة» على الرجال. وكانت قد أعلنت عند وصولها إلى الضفّة الأخرى للمحيط الأطلسي جملتها الشهيرة: «القوارب الشراعية البحريّة ليست رياضة محصورة بمن يفتخرون بعضلاتهم ــ الرجال». كان عمرها آنذاك 33 سنة فقط.

كانت فلورنس ارتو قد حررت هذا الكتاب «البحر أسود هذه الليلة» في عام 2014 بعد فترة قصيرة من رحيل أبيها «الناشر جاك ارتو» وضمّنته مذكراتها، حيث استهلّته بكلمات مجبولة بالحزن وجهّتها لأبيها الراحل. ويتألف هذا الكتاب من 20 فصلا يتسم عدد منها بعدد قليل من الصفحات. جرت كتابة هذا العمل بمساعدة الصحافي «جان لويس باشليه»..

صدر هذا الكتاب يوم 19 مارس 2015، أي بعد عشرة أيام من رحيل مؤلفته «فلورنس ارتو» بحادث سقوط الطائرة العمودية التي كانت تستقلّها في الأرجنتين برفقة عشرة أشخاص، حيث كانت تشارك في أحد البرامج التلفزيونية. تجدر الإشارة أن هذا الكتاب احتل المرتبة الأولى في قائمة الكتب الأكثر انتشارا في فرنسا منذ صدوره مباشرة. ذلك بالتحديد في مجال الدراسات والأعمال ذات الطابع التوثيقي.

في هذا الكتاب تعود المؤلفة بقارئها إلى إحدى مغامراتها البحرية التي اعتقدت أنها لن تخرج منها حيّة. وبالتحديد إلى ليلة 29 إلى 30 أكتوبر من عام 2011. كانت يومها في عرض البحر مقابل جزيرة كورسيكا عندما صدمت موجة عالية قاربها. تراءى لها آنذاك أن ساعة نهايتها قد دقّت، حيث كانت «وحيدة ودون سترة إنقاذ والماء في غاية البرودة».

Email