أسباب تصديق ذلك.. لا للحذر نعم للتجديد

fon j

ت + ت - الحجم الطبيعي

البيئة ومستقبلها والأخطار التي تحدق بها وسخونة الأرض والتغيّر المناخي.. ومصادر الطاقة والطاقة البديلة والمحافظة على الثروات الطبيعية، وتفرّعات كثيرة من هذه العناوين، غدت مواضيع أساسية في «المعارك الفكرية» التي تتكرر في عالم اليوم. وهذه المعارك غدا لها فرسانها الذين يحملون تسميات عديدة يتم جمعها كلّها تقريبا في أحيان كثيرة تحت عنوان «الخضر» للدلالة على لون الطبيعة.

وفي مواجهة أولئك الذين ينضوون في فئة منظمات « أنصار البيئة» بكل مشاربهم ترتفع أحيانا بعض الأصوات التي لا تنسجم مع «النغمة السائدة» وخوض «معركتها الخاصّة» عن الطبيعة.

من بين هذه الأصوات صوت مود فونتونوا التي احترفت منذ سنوات شبابها الأولى مهنّة «خوض غمار البحار والمحيطات» وغدت أحد أشهر البحّارة الفرنسيين المعاصرين. كانت قد شاركت في العديد من المسابقات الدولية البحرية، خاصّة تلك التي رهانها تجاوز المحيط الأطلسي. تشير مود إلى أنها لم تعد تشارك في السباقات البحرية، لكن ذلك لا يمنعها أن «تجتاز كل صيف المحيط الأطلسي برفقة أطفالها».

وبعد أن قدّمت مود فونتنوا في عام 2013 كتابا عرف نجاحا كبيرا على مستوى عدد النسخ المباعة تحت عنوان «طفح الكيل أيها المدافعون عن البيئة» تعود من جديد إلى عالم النشر في كتاب جديد يحمل عنوان «أسباب تصديق ذلك» وهي تحدد الصوت الذي تريد أن تُسمعه للآخرين من خلاله بالجملة التي اختارتها عنوانا فرعيا للكتاب ومفادها «لا للحذر ونعم للتجديد».

«لا للحذر» تقصد فيه، كما تشرح في كتابها، ضرورة أن توضع جانبا أشكال «الخوف» و«التخويف» و«التحذير» التي تتكرر في شعارات ومقولات أولئك الذين يرفعونها باسم «مناصرة البيئة». وذلك حيال البحث عن مصادر للطاقة مثل «غاز الشيست» وحيال استخدام مصادر الطاقة المتوفرة مثل «المازوت ــ الديزل» وبمجالات التغذية والتربية وغيرها. ولا تتردد مود بتوجيه الاتهام للمعنيين : «يلعبون ورقة الحذر».

وتحت عنوان «أسباب تصديق ذلك» تقدّم مود فونتونوا مجموعة من الاقتراحات «الجريئة» حول البيئة وحمايتها. هكذا تطرح السؤال التالي: «هل يمكن أن يكون المرء مدافعا عن البيئة وبالوقت نفسه يدعم الطاقة النووية؟».

وتجيب: «نعم». وهي تدعم ذلك بشرح أن الاستيراد الكبير، للمنتجات «ذات الطبيعة الكربونية المفرطة» من الصين أو غيرها سيزيد بالضرورة من الغازات السامّة المنبعثة في الفضاء وما ستكون كلفته، حسب تقديرات المؤسسة الفرنسية للكهرباء، كما تنقل المؤلفة أكثر من 400 مليار يورو.

وتطالب المؤلفة بتطبيق مثل شعبي شائع يقول ما مفاده «ينبغي القيام بالاختيار في عمق البحر وليس على ظهر القارب». والإشارة في هذا السياق إلى مجموعة من الإجراءات التي تبنّتها المفوضية الأوروبية بممارسة عدد من الضوابط حيال صيد مجموعة من أنواع السمك وتقليص زمن الصيد المسموح فيه.

Email