النار على سطح الماء..وبؤرة توتر تهدد أمن العالم

الصين وأميركا والصراع في المحيط الهادئ

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتمثّل إحدى مناطق التوتر الخطيرة التي تهدد أمن العالم في المحيط الهادئ. ذلك عبر تناقض المواقف والمصالح الصينية والأميركية.

 والمحلل العسكري الأميركي روبرت هاديك، الذي يولي الاهتمام الأوّل في بحثه لمسألة التوجهات الأمنية الآنية والمستقبلية في آسيا، يكرّس لهذه المسألة كتاباً عنوانه الرئيسي مفاده «النار على سطح الماء». ويبحث فيه المسائل المتعلّقة بالأمن بين «الصين وأميركا والمحيط الهادئ» كما جاء في عنوانه الفرعي.

ويركز المؤلف اهتمامه على البحث في إستراتيجية الصين بالتزامن مع صعودها الكبير وتحديثها الشامل على الصعيد العسكري. وبناء على ما استجدّ في المحيط الهادئ يؤكّد على ضرورة تبنّي «إستراتيجية منسجمة» من قبل الإدارة الأميركية بالنسبة لآسيا عموما ولمنطقة المحيط الهادئ بشكل خاص كخطوة جوهرية للتمكّن من «ردع الصين» و«حثّها» بالوقت نفسه لـ«التعاون في مجال التجارة العالمية السلمية».

بتعبير آخر، يؤكّد المؤلف على ضرورة تبنّي «رؤية واقعية» تتطلّب بالضرورة «تغييرا في الفكر والسلوك لدى الأميركيين حول الزعامة السياسية ــ العسكرية والموقف حيال الصين وحلفاء أميركا في المنطقة». رؤية ترى الخطر الصيني، الذي «قد يبدو بوضوح تهديده العسكري في نهاية العقد الحالي»..

وتقوم على ردعه مع المحافظة على «الإرادة السياسية» للبقاء في منطقة جنوب شرق آسيا. ذلك وصولا إلى القول انه ينبغي على الشعب الأميركي أن يكون مستعدا لبذل «الدم والمال» من أجل الدفاع عن جزر بحر الصين.

القاعدة الأولى التي يؤكّد عليها المؤلف مفادها أن «الحلفاء والشركاء في منطقة آسيا ــ المحيط الهادئ يمثّلون مكوّنا أساسيا لا بدّ منه بالنسبة لأية إستراتيجية أميركية ناجحة. ذلك لأن العلاقات معهم ضرورية جدا فهي من جهة تضفي الشرعية السياسية على الإستراتيجــية الإقليمية لأميركا ومن جهة أخرى كون أن هذه العلاقات تدعم أيّة إستراتيجية عســـكرية يتم اعتمادها».

ويركز المؤلف على القول ان الشركاء «الإقليميين» لأميركا يشكّلون ورقة رابحة أساسية بالنسبة لأصحاب القرار الأميركيين من أجل «المحافظة على الاستقرار في المنطقة » أمام التحدي الكبير الذي يمثّله الصعود «المخيف» للصين. بالتالي على القادة الأميركيين الاستفادة إلى أكبر قدر ممكن من وجود هؤلاء الشركاء، وبالوقت نفسه العمل للمحافظة على تلاحمهم ليكونوا قوّة أكبر لها «مساهمتها في الأمن الإقليمي».

ويناقش المؤلف على مدى العديد من صفحات الكتاب، ما يسميّه «التطلعات الحدودية للصين». ويشير أن الصين تستخدم جميع السبل القانونية أو وسائل الفعل في الميدان من أجل تحقيق مطالبها في الحصول على تعتبره «الأرض التاريخية» للصين أو ما تريد السيطرة عليه باسم «الأمن القومي الإستراتيجي الصيني».

يتم التأكيد في هذا المجال على أهمية استخدام السبل القانونية لتثبيت حقوق شركاء أميركا. نقرأ: «قد تستطيع الولايات المتحدة أن تساعد شركاءها ومصالحها الخاصّة بالاعتماد على القانون..

وعلى المؤسسات القائمة». مثل الاعتماد على «اتفاقـــية الأمم المتحدة حول قوانين البحار» لحل الخلافات ــ كانت الفيليبين قد استخدمت الاتفاقية المعنية ضد الصين. ويشير المؤلف بإمكانية اللجوء إلى مؤسسات أخرى مثل «مجــــموعة دول جنوب شرق آسيا» و«الشـــراكة عـــبر المحيط الباسيفيكي».

ويشير المؤلف في هذا الإطار الى أن «دول اسيا الوسطى وحتى روسيا» تستحق الاهتمام من قبل أميركا بقصد إقامة علاقات أمنية في محيط الصين. ويشدد على أن زيادة الحضور الأميركي في آسيا منذ الحملة على أفغانستان عام 2011 «أجابت عليه الصين وروسيا بتعزيز حضورهما ونفوذهما، مقابل الوصول المفاجئ للقوّة الأميركية إلى المنطقة».

وإذا كان هذا له بعض النتائج الإيجابية على المدى القصير، كما تشير التحليلات، فإن المؤلف ــ المحلل العسكري يصل إلى نتيجة مفادها أنه «على المدى الطويل يبدو أن الصين تشكّل تهديداً أكبر لمصالح روسيا مما تشكّله الولايات المتحدة أو أوروبا».

Email