رشيدة لا تموت.. نشاطات وزيرة فرنسية سابقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن رشيدة داتي، ابنة الأسرة المهاجرة سوى إحدى شخصيات الصف الثاني في معسكر اليمين السياسي الفرنسي، قبل وصول نيكولا ساركوزي إلى سدّة الرئاسة في فرنسا عام 2007. وتولّت منصب وزير العدل في الحكومة التي ترأسها فرانسوا فيون، في عهد ساركوزي. إذ شكّل ذلك التعيين سابقة في التاريخ الفرنسي الحديث، من زاوية تولّي أحد أبناء الهجرة من أصول مغربية، مثل ذلك المنصب الوزاري الرفيع.

أثار دخول رشيدة داتي إلى الحكومة الفرنسية، الكثير من النقاش الذي لم يهدأ.. ولا تزال تحظى باهتمام الفرنسيين العاديين، كونها حافظت على حضورها الإعلامي. وعلى صورة النجمة لدى الأوساط الشعبية. وبهذا المعنى «رشيدة داتي لا تموت»، كما جاء في عنوان كتاب الصحافية الفرنسية إليزابت شافوليه، الذي كرّسته للسنوات الأخيرة، خاصّة، من سيرة حياة رشيدة في حقل السياسة.

كان دخول رشيدة داتي إلى الحكومة الفرنسية، حدثاً. ولم يكن مرورها فيها سهلاً. إذ أثارت حولها الكثير من الأجواء المشحونة، كما تشير مؤلفة الكتاب. وتضيف أن الأمر يتكرر في رئاستها لبلدية الدائرة السابعة من مدينة باريس. كما أن رشيدة داتي هي عضو في البرلمان الأوروبي، لكنها قليلاً ما تحضر جلساته.

وتشير المؤلفة إلى أن قائمة خصوم رشيدة داتي تتعاظم في العالم السياسي الفرنسي، حتى بين القيادات البارزة في معسكرها. وهكذا يبدو بوضوح أن جان فرانسوا كوبي، رئيس الحزب الذي تنتمي إليه، أي حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية ــ حزب ساركوزي ـ بدأ يأخذ مسافة منها، بعد أن كان قد دعمها لفترة طويلة. فهل تستطيع رشيدة داتي الاستمرار طويلاً في احتلال مكان بارز، في المشهد السياسي الفرنسي؟

تحاول المؤلفة، إليزابت شافوليه، في هذا الكتاب تقديم الإجابات، عبر شرح موقع رشيدة، حالياً، في هذا المشهد. وهذا مع التأكيد، بأشكال مختلفة، أنها لن تتراجع في معاركها من أجل البقاء في وسط الحياة السياسية الفرنسية.

ومن الميزات الأساسية التي تؤكّدها المؤلفة في شخصية رشيدة داتي، أنها متعددة الوجوه.. وأنها تخيف الجميع عندما تشارك في بث تلفزيوني، وهي التي كانت في عداد أولئك الذين يحيطون بالرئيس السابق نيكولا ساركوزي. وتصفها بأنها «تعرف كيف تطلق النار ـ بمعنى شنّ هجومات عنيفة ـ وهي تطلق النار بكاتم صوت أو من دونه».

أمّا مشكلة رشيدة داتي الكبيرة، حالياً، فتحددها المؤلفة، في أن السلطة ابتعدت عنها والقنوات التلفزيونية لم تعد تستضيفها.

تبين المؤلفة أنه تشغل رشيدة داتي، في الوقت الحالي، منصب رئيس بلدية الدائرة السابعة، أحد أكثر دوائر العاصمة الفرنسية العشرين ثراء، والتي اقترع ساكنوها باستمرار، لصالح مرشح اليمين.. والعديد من أبناء الدائرة يعتبرونها قريبة منهم.

كما توضح المؤلفة أنة، وبالمقابل، «تتعاظم قائمة خصوم وأعداء رشيدة داتي. ومع ذلك فشلوا في إخراجها من اللعبة». وفي مقدّمة ما يعيبه هؤلاء عليها، أنها مغرمة بالهاتف وقادرة على إرسال 500 رسالة إلكترونية في اليوم، حسب قول رئيس مكتبها في وزارة العدل.. وأطلق عليها زملاؤها «رشيدة المرعبة». وأثارت غيرة زوجة فرانسوا فيون.. وغير ذلك الكثير. وتتحدث المؤلفة أيضاً عن العديد من علاقات رشيدة الشخصية، وخاصّة مع رجل الأعمال دومينيك دوسّين، الذي قيل عنه، إنه أب ابنتها «زهرة».

المؤلفة في سطور

 إليزابت شافوليه. إحدى رؤساء تحرير مجلة «باري ماتش» الباريسية. سبق لها أن قدّمت سلسلة طويلة من التحقيقات حول الشخصيات السياسية الفرنسية، وعن طرقهم في العيش. من كتبها: «قصر الإليزية عام 2012.. رجال الظل».

 الكتاب: رشيدة لا تموت

تأليف: إليزابت شافوليه

الناشر: دو مومان - باريس 2013

الصفحات: 180 صفحة

القطع: المتوسط

 

 

Rachida ne meurt jamais

Elizabeth Chavelet

Du Moment - Paris ذ 2013

180 pp.

Email