سجلاّت جويس جيفريس

بذور الفكر الرأسمالي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت بريطانيا من أوّل وأبرز البلدان التي عرفت الثورة الصناعية الكبرى. كما كانت أحد مراكز تأسيس الفكر الرأسمالي ونظرياته الاقتصادية. هذا ما تشرحه المؤرخة البريطانية التي تدرّس في جامعة «يورك»، من خلال نمط السلوك واعتماد دفتر الحساب المنزلي وسجل الأعمال، من قبل فتاة بريطانية عاشت في القرن السابع عشر. وهذا هو عنوان كتابها: «سجلاّت أعمال جويس جيفريس وحساباتها المنزلية»، الصادر عن جامعة أكسفورد.

تتوزع محتويات الكتاب بين فصول عدة، تبحث المؤلفة فيها، بالتالي، في «جويس وهرفورد»، وهرفورد هي المدينة التي عاشت فيها جويس ومارست أعمالها فيها.. وفي منطقتها، خلال القسم الأكبر من حياتها. ثم تتعرّض لـ«علاقات العمل ونشاطات إقراض المال». أيضاً: أنماط الاستهلاك، العائلة والعامل الديني والإحسان، المعرفة والممارسة الطبية، أوقات الفراغ.

تؤكّد المؤلفة، منذ البداية، أن طريقة تصرّف تلك الفتاة الإنجليزية الثرية التي عاشت عازبة طيلة حياتها، وحرصت على أن تسجّل كل ما تصرفه وما يأتيها من دخل من أملاكها وأعمالها، تدل على أحد مظاهر النشاط الاقتصادي ودور المرأة فيه، آنذاك. إذ كانت تتمتع بقدر كبير من الاستقلالية في سلوكها المالي.

وتحرص على أن تختار بنفسها الهدايا للذين يعملون في خدمتها ولأفراد حاشيتها.. ذلك من باب الاحترام وعزمها تقديم بعض منتجات مزارعها. فـهذه هي «السيدة كورنويل» تحظى بعدد من بيض البط. و«السيدة أورسولا فوغان»، تتلقى سلّة من ثمار المشمش.

ولا تتردد المؤرخة ـ المؤلفة، في القول إنه بفضل «دفاتر حسابات» جويس جيفريس، نمتلك حالياً منجماً من المعلومات وفرصة نادرة للتعرّف إلى العالم الاجتماعي، وإلى نمط عيش من اختاروا العزوبية الحديثة نموذجاً للحياة في بريطانيا.. وعلى صعيد القارّة الأوروبية.

وهذا ما تشرحه المؤلفة من خلال تفاصيل الحياة اليومية لجويس جيفريس، ووضعها الشخصي وعلاقاتها العائلية ونشاطاتها الاجتماعية، كما يبدو في التعليقات المرافقة لحساباتها، ومن حيث الذين وجهت إليهم المبالغ المدفوعة أو مصادر الأموال التي كانت تدخل إلى صندوقها.

وخلال الفترة الواقعة بين عام 1638 وعام 1648، أي الفترة المدروسة، كما يشير العنوان الفرعي للكتاب، دونت جويس جبفريس كل ما أنفقته. وكل ما دخل إلى حسابها بخط يدها. ومن خلال تلك الحسابات ترسم المؤلفة صورة لنمط عملها على صعيد الصفقات وعن صداقاتها، وكيف كانت تمضي أوقات فراغها خاصّة في المرحلة الأخيرة من حياتها.

ومن خلال الصفقات المشار إليها في سجلاتها، تشرح المؤلفة أن المؤشرات عدة وواضحة، وأنها كانت تمارس الكثير من النشاطات على صعيد إقراض الأموال للطالبين ـ على غرار ما تقوم به المصارف اليوم ـ في بلدة هيرفورد ومنطقتها. ويحتوي دفتر حساباتها على وثيقة مفصّلة عن: قبول «الطرفين» بشروط العقد وآلية تسديده، وما يترتب عليه من فوائد.

وكانت تمارس أيضاً، عدداً من النشاطات المتنوعة الأخرى. إذ عملت في الزراعة وتربية المواشي.. واهتمت بمحاصيل ممتلكاتها من الأرض.

كما يبدو بوضوح، أنها أقامت علاقات قوية مع الأعيان وأصحاب النفوذ في المدينة.. ومع شخصياتها البارزة في مختلف المجالات.

 المؤلف في سطور

جوديت سبيكسلي. مؤرخة بريطانية. متخصصة في تاريخ القرن ال 19 البريطاني..وفي العلاقات بين الديون والقروض في بريطانيا خلال مطلع العصر الحديث. تكتب في عدد من الدوريات. وتدرّس في جامعة يورك الإنجليزية.

 الكتاب: سجلاّت أعمال جويس جيفريس وحساباتها المنزلية

تأليف: جوديت سبيكسلي

الناشر: جامعة أكسفورد 2012

الصفحات: 300 صفحة

القطع: المتوسط

 

 

The Business and Houshold of Joyce Jeffreys

Judith Spicksley

Oxford University Pressذ 2012

300 pp.

Email