فترة استراحة.. يوميات مثقف وزير

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثار تعيــين فريدريك ميتران وزيراً للثقافة في آخر حكومة من عهد الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، الكثير من التعليقات كونه من المقربين ضمن عائلة الرئيس الفرنسي الاشتراكي الأسبق فرنسوا ميتران. وكذا لكونه مثقفاً كان بعيداً باستمرار عن المناصب الحكومية.

وفترة وجوده في الحكومة، تمثل موضوع كتاب «اليوميات ـ الذكريات» الذي يقدمه فريدريك ميتران، تحت عنوان: «فترة استراحة». والعنوان يعني بالتحديد، الوقت الذي يمضيه التلاميذ في ساحة المدرسة بين «حصّتين دراسيتين». ففي إطار الحكومة، كما في باحة المدرسة، هناك المشاغبون والباحثون عن الشجار.. وهناك الأخ الأكبر الذي يأخذ دور حماية التلاميذ الجدد، كما يروي فريدريك ميتران. وتتبع يوميات المؤلف التسلسل الزمني، اعتباراً من اليوم الأول للوزير ـ المؤلف، في شهر يونيو من عام 2009، وحتى شهر يونيو من عام 2012.

ففي اليوم الأول الذي حضر فيه فريدريك ميتران، اجتماع الحكومة في قصر الإليزيه فاجأه الرئيس ساركوزي: «القاعدة الحاسمة المطلقة بالنسبة للوزراء المتدربين ـ على شاكلة الذين يتعلمون مهنة جديدة ـ أن يلوذوا بالصمت. ولا يأخذوا الحديث كما يشاؤون ومن دون تحفظ». ويشير فريدريك ميتران إلى أنه لم يكن بحاجة لبذل جهد فكري كبير، كي يعرف أن المقصود كان «هو». ويكتب: «حافظت على هدوئي تحت النظرات المتفحصة لرفاقي الصغار الجدد».

وعند نهاية الجلسة اقترب رئيس الحكومة من الوزير الجديد. وقال له: «لو كان الأمر يتعلق بي أنا فقط ما كنت بعد ما سمعته من سوء تصرّف، اخترتك وزيراً». ولم يجد فريدريك ميتران ما يعزّي نفسه، كما يقول، أكثر من قوله لنفسه، إن من يوجّه له ذلك الكلام العنيف هو رئيس الوزراء. وهذا ليس بمتناول الجميع.

لكن تلك البداية المتعّثرة مرّت. وكان اللقاء التالي مع رئيس الحكومة، هادئاً وودياً. إذ بادره فرانسوا فيون، رئيس الوزراء، وحول العلاقة مع رئيس الجمهورية: «وجدنا صيغة فاعلة للعمل».. وخاطبه قبل خروجه: «فريديريك، لا تتردد في أن تطلعني على الصعوبات التي ربما تواجهها، فهذه الوزارة هي أكثر صعوبة من الاعتقاد السائد».

تحتوى يوميات الكتاب وذكريات صاحبها، كوزير في الحكومة الفرنسية، الكثير من الحكايات عن الكيفية التي تعمل فيها الحكومة والدائرة الأعلى من هرم السلطة في بلد مثل فرنسا. وهكذا يكشف عن أنه كان يمثل في الحكومة مع فضيلة عمارة، سكرتيرة الدولة لشؤون المدينة، آنذاك، ذات الأصول العربية، الثنائي الذي يلفت الانتباه.

ويروي ميتران، أن وزير الداخلية بريس هورتوفو، نبهه، بناء على معلومات من الأجهزة الأمنية المعنية، من «القاتل» المجهول الذي ربما يترصّده. وكاد أن يقتل سابقاً جاك شيراك وفيليب دوست بلازي، الوزير، وبرتران دولانوي، رئيس بلدية باريس.

ولم تكن الفترة التي أمضاها فريدريك ميتران يسراً كلّها. بل يذكر الكثير من الصعوبات التي واجهها مع رئيس الجمهورية، نيكولا ساركوزي، كما مع رئاسة الحكومة، ذلك حول التعيينات في المناصب الثقافية العليا. ويروي أنه ذات يوم، هدد بعزل رئيس المدينة العلمية في باريس، لأسباب مهنية.

 المؤلف في سطور

 فريديريك ميتران. وزير الثقافة الفرنسي في حكومة فرنسوا فيون، خلال سنوات 2009 ـ 2012. ابن أخ الرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا ميتران. أحد أبرز المثقفين الفرنسيين المعاصرين. من مؤلفاته: رسائل من الصومال.

 الكتاب: فترة استراحة

تأليف: فريدريك ميتران

الناشر: روبير لافون - باريس - 2013

الصفحات: 726 صفحة

القطع: المتوسط

 

 

Intrigues, complots et trahisons au Moyen-Age

Jean Verdon

Perrin - Paris- 2012

285 pp

Email