«صورة للعائلة».. قصص إنسانية وتقنيات حكي سريالية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بلغة شاعرية منمقة، وبأسلوب سلس ومتماسك، صدرت أخيراً المجموعة القصصية «صورة للعائلة»، التي تشعرك كل قصة فيها أنك تقف أمام لوحة فنية، رسمتها ريشة فنان حاذق، يدرك أن الكلمة يمكن أن تصبح لوناً يستطيع أن ينسج بها نصاً، يتحول إلى لوحة فنية معبرة، تجسد موقفاً إنسانياً بتعقيداته ورسائله.

المجموعة الصادرة حديثاً، للكاتبة الدكتورة عزة بدر، تتناول الحياة من منظور إنساني، من حيث المواقف التي سلطت الضوء عليها، في قصص المجموعة، البالغ عددها ثلاثاً وعشرين قصة؛ حيث ركَّزت الكاتبة على أحداث نعايشها يومياً في حياتنا العادية، لكنها أخذت من كل موقف زاوية، حاولت من خلالها أن تلامس أعماق النفس البشرية بكل ما تحتويه من تناقضات ظاهرة وباطنة.

مزيج

كانت هذه هي فلسفة الحكي التي تبنتها بدر في مجموعاتها، أما من ناحية اللغة والأسلوب، فلنا هنا وقفة، ليس بسبب عذوبة اللغة فقط، أو لأن الأسلوب سلس ومدهش، لكن لأن هناك مزيجاً بين اللغة بشاعريتها، والأسلوب بروعته، ذاك المزيج الذي يجعلك تقرأ وأنت لا تريد أن تصل إلى نهاية، فقط القراءة لأجل المتعة المتواصلة.

سريالية

أيضاً دعمت بدر نصها القصصي بتقنيات حكي سريالية؛ حيث ذهبت إلى سرد أحداث غير حقيقية، ثم تعود لتصدم القارئ في نهاية القصة، أن ما جاء على لسان بطل القصة كان محض توهمات، كشفتها صدمة الواقع في النهاية، كما حدث في القصة الأولى، التي اختارتها لتكون عتبة مجموعتها القصصية؛ «صورة للعائلة»، فالزوج الذي ابتسم في الصورة، نكتشف في النهاية أنه لم يكن موجوداً أصلاً، وهكذا اتبعت بدر هذه التقنية الممتعة في حكيها.

الدكتورة عزة بدر، كاتبة صحفية، وأيضاً حاصلة على جائزة الدولة التشجيعية في أدب الرحلة عام 2002، عن كتابها «أم الدنيا- صورة قلمية للقاهرة والناس»، عضو حالي بلجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة بمصر.

من مؤلفاتها «ألف متكأ وبحر» شعر، «حق اللجوء العاطفي» نصوص شعرية، «أعناق الورد» قصص، «القاهرة الساحرة» مقالات، «رحلات بنت قطقوطة» أدب رحلة، و«رمضان الذي نعشقه» مقالات، و«موجة دافئة»، و«قميص البحر» مجموعتان قصصيتان.

 

Email