«يد أمي».. مساحة بوح من خلالها تنبثق الحيوات

ت + ت - الحجم الطبيعي

«يد أمي» تطواف في عوالم الاحتضان الأموي لملكوت الطفل الساحر الملون، وفضاءاته المشعة بالإبداع، تجلى في توصيف مشهديات الواقع المعاش في حالة تواؤم تام مع كينونة الطفل وذات الأم المتشظية في تفاصيل ملكوته.

«يد أمي» مجموعة قصصية للطفل من إصدارات دائرة الثقافة بالشارقة للعام 2018، ويتضمن خمس قصص قصيرة من سن السابعة وحتى العاشرة وهي: (أعرف يد أمي - عيون الصبح - مطر - خيمتي الضاحكة - من الطارق).

يسرد الكتاب بين دفتيه مواقف وأحداث عوالم تسكن الكبير قبل الصغير.. حضن الأم وارف الظلال، ومساحاته الشاسعة التي تضم كل الحيوات بكل تصاويرها الخلاقة والملونة وظلالها المنعكسة على الروح والجدران والطرقات.

مساحة

الأم أبداً.. هي مساحة البوح التي من خلالها تنبثق الحيوات، وتشع الأنوار وتتوالد التفاصيل الدقيقة التي تكوننا وتشكل محيطنا، ومعها تبدأ الحكايات والقصص، فيزهر العالم حولنا وتتكاثر فيه الكائنات والبشر والشجر والبحر؛ فلكل شيء عند الأم قصة ومعنى، ويضاف إليه معنى آخر ينسجه خيال الطفل وبذلك تصير الحياة ملأى بالقصص والصور، والخيال متسع لأخيلة تستلهم من واقعها وتبدع للقادم الملهم.

تعابير

ساندت النص الأدبي في «يد أمي» بشكل ملحوظ الرسومات الوامضة والمعبرة، بشكل كبير عن الطفل في مراحل تشكله الأولى في أطر التحولات المحيطة في البيت ومع الأخوة بانزياح مرئي بديع وشفيف تاركة بصمة الرسام السوري أيهم حويجة على الكلمات وعلى القارئ، فالأيدي الممتدة حتى نهاية الصفحات جاءت متوافقة والمدى الطويل في السرد التفصيلي لدى الكاتبة حول يد الأم وما تعنيه من قيمة وما تعبر عنه من مفاهيم إنسانية وما تؤوله من أحاسيس في الدفء والراحة والاحتضان، والدعم وغيرها.

حلم

في قصة «خيمتي الضاحكة» حكاية قد تداعب خواطرنا نحن الكبار فقد مرّ بعض منا تحت خيمة حلم أو بجانبها، فكم واحد منا من تغطى تحت حلمه حتى اليوم، قصص الأطفال ليست مجرد حكاية تداعب خواطرهم وتسليهم ومنها يتعلمون قيمة أو حكمة أو درساً، فالحكاية بعضها يداعبنا نحن الكبار وينبش في دفاترنا أحلاماً كبار.

ومن أجواء الحكاية نقرأ: «بينما أنا غارق في نومي حلمت بأني أقع من على حافة جدار البيت خفت كثيراً وانتبهت، وجدت بجانبي خيمة ملونة، وثانية، وثالثة.. فوق الأسرة الثلاثة لأخوتي وجدت الخيم الملونة، تحدثت مع نفسي، لا بد أنك غارق في النوم يا خالد، وسابح في حلمك، أغمضت جفنا عيني بقوة، عركتهما ثم نهضت!».

 

Email