الخصائص الفنية لأعمال علاء الديب

«بنية السرد الروائي».. دراسة أدبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتناول دراسة «بنية السرد الروائي عند علاء الديب»، للباحث شريف حتيتة الصافي، الإبداع الروائي للكاتب والروائي علاء الديب، هادفة إلى الوقوف على كيفية بناء الكاتب للنص السردي، وذلك بتحليل العناصر البنائية المكونة له، والتقنيات الفنية التي اعتمد عليها الكتاب في بناء هذه العناصر، مؤكدة أن الديب من الأصوات الروائية التي تنتمي إلى الجيل الذي يعرف بـ«جيل الستينيات»، الذي قدم تجربة مختلفة عن التجربة التي اعتادتها الرواية المصرية والعربية، من حيث بنية الشكل الروائي، والمنظور الروائي الذي قدمته.

تهدف الدراسة إلى الإجابة عن عدة أسئلة تتضمن الإشكالات الأساسية للبحث، وهي: ما أهمية دراسة البنية الروائية عند علاء الديب؟ وما مدى نجاحه في بناء نصه الروائي؟ وما الثابت والمتحول في عناصر البنية الروائية عنده؟ وهل اهتم بعنصر من عناصر البنية على حساب غيره؟ وما المنطلق الفني الذي انطلق منه في هذا الاهتمام؟ وهل استخدم تقنيات فنية حديثة في نصه، أم اكتفى بتقنيات فنية تقليدية؟

وما المذهب الفني والتوجه الذي يتحكم في تجربته الروائية؟ وهل الكاتب كان مجرباً في بناء نصه الروائي؟ وما الجيل الكتابي الذي ينتمي إليه علاء الديب؟ وهل ثمة خصائص مميزة لكتاباته عن غيرها؟ وما السمات الفنية التي تحملها البنية السردية عنده؟

وتكمن أهمية دراسة البنية الروائية في أنها تجعلنا نقف على مفاصل العمل وعناصره المكونة، وكيف استخدم الكاتب أدواته في رسمها، فهذا النوع من الدراسة هو الأقدر على إظهار إمكانات الكاتب الفنية؛ نظراً لتنوع التقنيات الفنية بتنوع العناصر البنائية المكونة من: حدث، وشخصية، وراوٍ، وزمان، ومكان.

وتنحصر الدراسة في أعمال علاء الديب الروائية فقط؛ ابتداء برواية «القاهرة» 1964م، ثم رواية «الحصان الأجوف» 1968م و«زهر الليمون» 1987م و«أطفال بلا دموع» 1989م و«قمر على المستنقع» 1993 م و«عيون البنفسج» 1999م و«أيام وردية» 2002م.

ويرى الباحث أن هذا الاتساع في الرقعة الزمنية جعل هذه التجربة الإبداعية أكثر ثراء على المستويات كافة: مستوى المضمون الروائي ورؤية الكاتب للعالم الذي أصابته تغييرات عديدة في هذه الفترة المهمة من عمر الأمة العربية؛ وعلى مستوى التطور في كتابة الرواية العربية أيضاً وظهور نمط الكتابة الجديدة على يد جيل الستينيات في مصر، ومنهم علاء الديب.

ويشير الباحث أن عدم أخذ الكاتب حقه من الدرس النقدي ليس مرجعه إلى أن القيمة الفنية لكتاباته أقل درجة، بل لأن تجربة علاء الديب أكثر خصوصية وأكثر تحديداً من غيره.

ويضيف أن من السمات الفنية للنص الروائي عند علاء الديب قلة عدد الشخصيات الروائية، مقارنة بالرواية التقليدية، وقد بين البحث هذا البعد، وعلى الرغم من هذه القلة في عدد الشخصيات، ولا سيما الرئيسية منها، فإن الكاتب أولى الشخصيات اهتماماً كبيراً.

ومن السمات أيضاً خلو الروايات تقريباً من الافتتاحيات التمهيدية التي عرفت عن الروايات التقليدية، فالراوي يدخل بالقارئ إلى حلبة الأحداث مباشرة، دون التمهيد بالافتتاحية الوصفية الطويلة التي عرفت عن النصوص الواقعية. وقد كان عمل الكاتب صحافياً لقرابة الأربعين عاماً، ذا أثر واضح على السمات الفنية لنصه الروائي، وقد اتضح هذا الأثر في عناوين رواياته، وفي خصيصة التسجيلية التي طغت على النص الروائي، والميل إلى السرد التقريري أكثر من السرد الحواري.

Email