العلم نور(ن).. سيرة وحكايات شخصية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد يدهش البعض حين يصدر كتاب عن أحد الأمثال الشعبية «العلم نور»، بل وكاتبه يعرض لتجربته الحياتية، ما يعني أنه يكتب سيرة حياة، كما كتبها أعلام الفكر والأدب.

بينما الكاتب ليست له شهرتهم! ولكن الواضح أن له تجربة تستحق اﻹشارة واﻹشادة.

اعتمد مؤلف الكتاب عباس متولي، على الذكرى والخيال، وكان الراصد الذكي المحنك بحنكة الخبرات والمهن التي امتهنها.. كاتب قصة، وﺇعلامي، حيث مزج بين الذكريات معتمداً على السرد الحقيقي ووقائع عاشها في الحياة الاجتماعية والسياسية للبلاد.

في الأربعينيات من القرن الماضي انتقل الأب ﺇلى اﻹسكندرية للعمل بهيئة البريد بها، لكنه كافح لأن يحصل الكاتب (الابن الأصغر من خمسة أولاد) على شهادة جامعية.

وبدأ الطفل الصغير الرحلة بالالتحاق بـ«الكتّاب» وهو التعليم على يد شيخ لحفظ القرآن والقليل من علوم اللغة والحساب. هنا يسرد الكاتب أنه في الزمن المصري القديم عرفوا مثل تلك الكتاتيب، كما يؤكد شيوع الكتاتيب بعد الفتح اﻹسلامي لمصر. وفي الفصل الجديد يشرح الكاتب كيف أنه عاد من الولايات المتحدة ﻹدخال ابنه ﺇحدى المدارس.

لكنه رفض متابعة المحاولة، عندما دخل ﺇلى المدرسة، ونظر حوله.. لم ير «الحوش» ذلك المكان الفسيح الذي يتيح للأطفال اللعب والجري.. لم يجده، وأفاد ناظر المدرسة أنه تم بناء مبان جديدة للمدرسة التي اتسعت بدلاً عنه! تناول هذا الجزء من الكتاب سرد المزيد عن أهمية النشاطات المختلفة للصغار، فهي التي تعلمهم:

الانضباط، توافر الرعاية الصحية، وضع اﻹرشادات الأخلاقية والصحية على الحوائط. كما تابع الكتاب ضرورة تلقين الصغار بالسلوكيات الحميدة مع القيام بالرحلات والتنزه خارج أسوار المدارس.

كما شن الهجوم على بعض المدارس التي لم تعد تهتم بحصص التربية الرياضية والفنون من رسم وموسيقى، مع التوعية المجتمعية.

وهنا يتناول تجربته خلال سنوات الطفولة الأولى مع بدايات الخمسينيات من القرن الماضي.تعلق الكاتب بالتاريخ والآثار الفرعونية، إذ يذكر بالتفصيل ما شاهده في رحلة الأقصر وأسوان، التي كانت تنفذها المدارس في الفترات القديمة وربما حتى بداية السبعينيات من القرن الماضي.. وهناك تعرف على بعض الآثار وشاهد السد العالي الذي لطالما قرأ عنه.

يتوقف الكاتب مع فكرة الأخلاق الحميدة، وكيف أنه في اﻹسكندرية صغيراً تعامل مع الأطفال اليونانيين والمسيحيين بلا ﺇحساس بالذاتية أو الدونية، بل التشارك مع الآخر بلا مشاكل.. ثم يضرب المثل بالمدارس العربية الجديدة في أميركا، فهي تلتزم بالمنهج الأميركي في المراحل التعليمية، ثم تضيف مواد علمية عن الأخلاق الحميدة، واللافت أن الكثير من الأمريكان يعلِّمون أولادهم فيها.

كما توقف مع المرحلة الجامعية مع تجربة الوحدة مع سوريا، حيث التحق ﺇلى الجامعة في عام 1958م. وكان ضمن شباب الجامعة لزيارة سوريا ضمن أسبوع الشباب الجامعي، وقد استرسل طويلاً في مدح تلك الزيارة وجمال سوريا.

في ختام الكتاب رصد الكاتب تفاصيل ما دار في «جمعية حماة اللغة العربية»، حيث شارك فيها العديد من المتخصصين واﻹعلاميين.

الكتاب: العلم نور (ن)

المؤلف: عباس متولي

الناشر: هيئة قصور الثقافة-عام 2017م

الصفحات:

175 صفحة

القطع: الكبير

Email