«عبير العصر» «شذور الذهب» و«قطر الندى» في حلة عصرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

(عبير العصر الجامع بين الشذور والقطر) كتاب شامل في النحو، استخلصته مؤلفته لمى الفقيه من كتابي (شذور الذهب) و(قطر الندى) لابن هشام الأنصاري (708-761هـ) راجعه ودققه (محمود فاخوري) الذي أكد أن المؤلفة أحسنت صنعاً، إذ قامت بالجمع بين كتابي ابن هشام النحوي، لأن كلاً منهما يتمم الآخر.

وفي كل منهما فوائد وإشارات يخلو منها نظيره، فجاء كتابها جامعاً لمحاسن كثيرة، بأسلوب عصري سهل، وترتيب واعٍ، يذلل صعوبات علم النحو، ويخفف من جفافه.

يحتوي هذا الكتاب (بحسب مؤلفته) الزبدة الخالصة لكتابي إمام النحو ابن هشام (شذور الذهب في معرفة كلام العرب) و(قطر الندى وبلُّ الصدى) مُعادة بصياغة وترتيب وشرح وتبويب، وفق الأصول النحويّة، ما يجعل الكتاب يخاطب مستويات وغايات طالبي النحو كافة. فهو يفيد المتخصص في جمع خلاصة الذخيرة، للاحتفاظ بها غذاءً دائماً تُغذي السليقة النحويّة.

كما أنه كنز يكتفي به غير المتخصص ليقوي مناعة كيان لغته العربيّة الغالية، ليسلم من علل الجهل، لأنه حوى كل ما لا غنى لناطق بالضاد عنه، ابتداءً من أصل الكلمة، ومروراً بتبدّل أحوالها وأشكالها ومواضيعها وإعرابها: فعلاً أو اسماً أو حرفاً، معرفةً أو نكرةً، جملةً وتفصيلاً، وانتهاءً بما تحتمله من إمدادات وإمكانات لغوية.

توزع الكتاب على تسعة أبواب تناولت: المصطلحات والتعاريف النحويّة، الكلام وأحواله، المرفوعات، المنصوبات، المجرورات، المجزومات، أحكاماً تتعلق بالأفعال وما يلحق بها، التوابع، أحكاماً تتعلق بالأسماء والأفعال.

ترى المؤلفة أن أصالة العروبة هي الجذر الذي يُنمّي فطرة أرباب اللغة، وسادة النحو، والأطباء الذين صانوها من كل العلل. لهذا وجب على الفروع أن تُنمّي هذا الكيان العظيم، كيان اللغة العربيّة بطهارة أصلها، لكن بطريقة معاصرة. فلمّا كان كتابا الإمام الهمام عبد الله ابن هشام الذي جعل من علم النحو جنّات آتت أُكلها لأهل العروبة في كل زمان ومكان، لمّا كان كتاباه (شذور الذهب) .

و(قطر الندى) من أبدع الكتب النحويّة (التي تأخر تحقيقها وتدقيقها) وأشملها في تأصيلها وتفريعها، وأكثرها في زمننا بحثاً وتعلّماً، أحزنَ المؤلفةَ أن تكون في دوح العروبة جملة اعتراضيّة لا محل لها من الإعراب، فرجت أن تكون فاعلاً مرفوعاً بصياغة سبيكة جديدة فريدة من كتابين كنزين ضما شذور ذهب امتد لمعان بريقها إلى كل دنيا العرب، وزهوراً نحويّة عليها قطر ندى حلَّ قبل بلّ الصدى.

تُشير المؤلفة إلى أنها استخرجت من هذين الكتابين الكنزين عبيراً عصرياً أصيلاً، فاح شذا أصالتهما لينعش القرائح الظمأى. ولئن ملأ أعلام العلماء سطور المجد، في الشرح والتحقيق والإضافات والاختصارات، بما جلّل هذين الكتابين بما يشبه الكمال، إلا أنها نحت في كتابها نحواً مكّنها من أن تستخلص منهما زبدة ما فيهما بطريقة عصريّة، ليكون بذلك كتابها شراباً سائغاً للناهلين.

فقد جمعت فيه بين المتنين، بطريقة عصريّة، مبوبة، خالية من التعقيد والتكرار في آنٍ معاً. بمعنى أنها قامت بجمع ما تكرر من الكتابين مرة واحدة.

وإضافة ما زاد به كل متن على الآخر، واضعةً الزيادات في باب يناسبها، وشارحةً القواعد غير المشروحة، من متن شذور الذهب، والتي لم يسبق أن شرحها أحد، حتى الإمام الرائد محمد محيي الدين عبد الحميد، راجيةً أن يساعد كتابها كل من يطلب النحو، لاسيّما وأنه جمع الكتابين الأصليين بكتاب واحد، دون حذف الوافي، ولا تكرار المعاد، في هذا العلم الجليل الذي هو معشوق كل ذي فطرة عربيّة سليمة.

الكتاب: عبير العصر الجامع بين الشذور والقطر

المؤلفة: لمى الفقيه

الناشر: الهيئة العامة السوريّة للكتاب _ دمشق-2018

الصفحات:

468 صفحة

القطع: المتوسط

Email