أغراض متعددة وفنون أداء ثرية

«صورة الغبار في الشعر الجاهلي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسعى كتاب «صورة الغبار في الشعر الجاهلي» للباحث السعودي صالح بن سالم الحارثي إلى الإجابة عن بعض الأسئلة المهمة حول صور الغبار في الشعر الجاهلي منها: ما أنواع الغبار في الشعر الجاهلي؟ كم عدد أسماء الغبار في المعاجم العربية؟ في أي الأغراض كثر وصف الغبار؟

فضلاً عن متابعة تطور الصورة الفنية للغبار في العصور المختلفة. كاشفاً عن كثرة أنواع الغبار في الشعر الجاهلي ومنه (غبار المعارك ـ غبار الطرد ـ غبار الأقدام وأخفاف الإبل ـ الغبار الذي تثيره الرياح ـ غبار الذل والمهانة ـ غبار الحزن والفتن). وقد استطاع أن يتحدث عن الغبار ظاهرياً وعن المشاعر والظلال الخفية المصاحبة للمعنى الظاهر.

صنف الباحث صور الغبار من خلال مادة شعرية جمعها من الدواوين والمختارات الشعرية ثم صنَّفها، ووزعها على فصلين: تناول في الفصل الأول: أنواع الغبار وأسماءه، أما الأنواع فقد جاءت على حسب الحال الذي يكون عليه الغبار مرتبطاً بفاعله كغبار المعارك والطرد وغبار الأقدام وأخفاف الإبل والغبار الذي تثيره الرياح وغبار الذل والمهانة وغبار الحزن والفتن، وأما أسماؤه فقد استنبطتها من المعاجم العربية، واستشهدت بما وجد في الشعر الجاهلي وفي غيره.

أما الفصل الثاني فقد تناول الباحث فيه صورة الغبار في علاقتها بالسياقات والأغراض الشعرية المختلفة التي وردت فيها، وقد تحدث فيه عن الغرض وعن الصورة في سبعة مباحث.

وقال الباحث: «إنَّ الشعراء قد أكثروا وتفننوا في وصف غبار المعركة، وتناولوها بأشكال مختلفة، ووصفوا الظلام الذي يسببه الغبار، والسيوف التي من خلاله تلمع، والنواصي تغبر، والخيل تعبس، والقتلى تعفَّر.

كما يؤكد الشاعر الجاهلي وجود القتلى تحت الغبار، وأن مَنْ قتلهم كانوا في ساحة المعركة، وعند انطلاق الشرارة الأولى منها عند تزاحم الأبطال وتدافع الكماة، ولكي يصلوا إلى أعدائهم من كثرة هذا كله يرتفع الغبار، ويرسم الشعراء تلك الصورة من دون أن يتركوا منها شيئاً».

وأوضح الباحث أنه في غبار الطبيعة قد يكون مرد ارتفاع الغبار إلى الرياح التي تثيره، وقد وجد ذلك في الشعر العربي القديم، وهو ظاهرة طبيعية، وهو غبار حقيقي، كما أن غبار الأقدام وأخفاف الإبل قد يكون سبباً في ارتفاع الغبار من خلال الأقدام، أو أخفاف الإبل غير أنَّ هذا النوع من الغبار ورد إلينا بقلة في الشعر الجاهلي، وقد يكون سبب ارتفاع الغبار مجازاً لا حقيقة.

وهذا حين يُكنى به عن الذل والمهانة، وقد كنَّى عنه الشعراء من خلال ما تطرقوا إليه في شعرهم من خلال وصفهم الجبان بأنه يعلوه الغبار كناية عن خوفه وهلعه، وهو غبار غير حقيقي، ومن أسباب ارتفاع الغبار الحزن والكآبة... إلى غير ذلك من الأسباب التي تجعل الغبار يثور، ويكون ذلك في القصائد التي يصف فيها الشاعر قتاله لأعدائه، وأخذه بثأره منهم فتنتهي المعركة، وهو غبار غير حقيقي.

الكتاب: صورة الغبار في الشعر الجاهلي

المؤلف: صالح بن سالم الحارثي

الناشر: النادي الأدبي والثقافي بنجران 2018

الصفحات:

254 صفحة

القطع: المتوسط

Email