قصص قصيرة تأخذنا إلى عوالم متنوعة

«حكايا الزمن الأخير» مقاطع من ذاكرة الوجد

ت + ت - الحجم الطبيعي

«حكايا الزمن الأخير»، مجموعة قصصية للأديب المصري محمد السعيد جمعة، تأخذنا أحداثها إلى عوالم متنوعة تتنقل من قسوة واقع البسطاء، إلى عبق الذكريات بأجوائها الفلكلورية الساحرة، مرتحلة إلى الخيال بغموضه وأحلامه، فنستشعر أننا لا نزال قادرين على التحليق بعيداً عن الملل، مع عدد من القصص القصيرة بأحداثها المتلاحقة.

في قصة «الحاسة السادسة» يروي الكاتب حكاية أديب مغمور يحلم بالنجاح والشهرة، يقيم في غرفة مزدوجة مع شاب يقدم فقرة الساحر بعدد من الأندية الليلية، وفيها صراع بين متناقصات النفس البشرية.

وفي «يوميات زبال عصامي» يستعرض الكاتب حياة سعيد الزبال وما فيها من طقوس البسطاء في الحارة المصرية وكيف استطاع سعيد أن يحقق أهدافه في عمله المتواضع، ثم ينقلنا الكاتب في قصته «البقاء للأصلع» إلى أجواء كوميدية ساخرة من عدم تقدير أصحاب المواهب وتجاهلهم، ففي شركة «صافي جروب» يتم الاستغناء عن بعض الموظفين ذوي الخبرة والمؤهلات العلمية ويبقى موظف أصلع بلا مؤهلات.

وفي قصة «نادر ونورا» يمتعنا الكاتب بقصة حب رقيقة بين نادر ونورا تمر بامتحان عسير لصدق المشاعر وتنتهي نهاية رومانسية تعلي من قيم الحب الصادق مهما كانت الظروف.

وفي قصته «حودة إللّي ضرب الغول» يصور لنا الكاتب الحارة أيام زمان من خلال عصابات الأطفال وألعابهم ومعاركهم الصبيانية وكيف استطاع حودة الصبي النحيل أن يضرب حمدي الغول الذي يخشاه كل الأطفال في الحارة...

ومن الحارة وذكريات أيام الطفولة، ينقلنا الكاتب إلى أيام الجامعة من خلال قصة «خريج جامعة» يروي فيها حكاية شاب فقير تخرج من الجامعة ويبحث عن عمل.وقصة «بانت سعاد» التي تروي حكاية سعاد تلك الفتاة الخرساء رائعة الجمال التى يسميها أهل القرية «البركة».

ويتناول الكاتب في «الرسام العجوز» تجربة فنان يرسم لوحة تحمل رسالة تدعو إلى حماية البيئة وحب الجمال ولكنه يتعرض لضغوط.

وفي «حادثة استثنائية» ننتقل مع الكاتب إلى الأجواء الفلكلورية في الريف المصري.ثم يأخذنا الكاتب في قصته «أحلام معكوسة» إلى معاناة إنسان مريض نفسياً يرى في المنام أشياءً ويحدث عكسها في الواقع.

وفي «لعنة شحتة» يلقي الكاتب الضوء على حياة المواطن البسيط المحروم من متع الحياة. وعندما يموت جوعاً تحل لعنته على القرية. وفي قصة «المرحوم» يتجاوز الكاتب حدود المعقول ويحكي لنا عن المرحوم الذي استهوته فكرة العودة إلى الحياة، فنبش قبره وتسلل خارجاً، وعندما لاحظ أنه لا يراه أحد، وجدها تجربة مثيرة.

وفي إطار القصة القصيرة جداً يقدم الكاتب نموذجين لهذا الفن الحديث، أولهما قصة «حلم جميل» يحكي فيها عن إنسان يرى كل شيء جميلاً وكأنه في المدينة الفاضلة. وثانيهما «حالة قلق» ويتناول فيها عواقب الضعف الإنساني وعدم القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة.

ثم يختتم الكاتب مجموعته القصصية التي ستقدم ضمن إصدارات دار فصلة للنشر والتوزيع بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2018 التي تنطلق 27 الجاري، بتجربة أدبية في مجال التصرف والاقتباس فيقدم لنا قصة (محاق) للكاتب جمال الغيطاني بتصور جديد ورؤية عصرية.

Email