الأشرار.. شياطين السياسة وسلعة الشاشة الرابحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كتاب الأشرار، هو قراءة في وجهات نظر مغايرة في اتجاهات الإعلام والأدب والسياسة، من خلال ما يراه الرواة والمنتجون، كما يقدم لمحة عن محاباة الأشرار من منظور علم النفس، وكيف تهيأ العقل الغربي لمحاباتهم؟ والمصالح المتبادلة بين تجار الإعلام وصناع القرار.

هذا الكتاب عملُ مشترك لمؤلفيه: كريم طه، عمرو كامل، محمد الهمشري، ويستعرض الباحث عمرو كامل في الفصل الأوَّل الشخصيات الشريرة التي قدَّمتها لنا الأفلام والروايات باعتبارها صارت سلعة رابحة وجذَّابة مثل: «ملافسينت» الساحرة الشريرة، وهي للشاعر والروائي الفرنسي شارل بيرو 1628- 1703. و«رالف» الشرير المنبوذ الذي يروِّع السكَّان ويكرهه الجميع في فيلم للرسوم المتحرِّكة أنتجته شركة ديزني عام 2012، وشخصية «دراكولا» في فيلم الرسوم المتحرِّكة فندق ترانسيلفانيا، الذي تدور أحداثه في عالم الوحوش المرعبة.

كما يشير الكتاب إلى فيلم «الحرب الأهلية» من إنتاج 2016 وكيف يتخلَّل سوء الظن ويدبُّ الشقاق بين أعضاء فريق «المنتقمون» بعد قضائهم على الشرير الآلي «ألترون». وأيضاً إلى فيلم «فجر العدالة» إنتاج 2016 وإلى قدرة «ليكس لوثر» العدو اللدود لسوبرمان في إيقاع العداوة بينه وبين باتمان. ويستعرض الكاتب فيلم «ديدبول» 2016 الذي نرى فيه الوجه الأقبح للشرير.

وفي الفصل الثاني يطرح الكاتب محمد الهمشري عدداً من الأسئلة الاستنكارية التي تدفع البعض منا لمحاباة الأشرار والمجرمين مثل: هل كنتَ تظن أن تقف يوماً في صف جورج كلوني وهو يخطط لسرقة 150 مليون دولار هو وأصدقاؤه في فيلم «أوسييان 11»؟ أو أن تجد مَنْ يكتب نعياً ويُظهر الحزن والبكاء بعد مقتل رفاعي الدسوقي تاجر السلاح في مسلسل (الأسطورة)؟ أو أن يقوم الناخب الأميركي بانتخاب «دونالد ترامب» ذاك الرجل الذي اشتهر بعنصريته تجاه الأقليات، وتحرشه بالنساء، وتهربه من الضرائب التي تُعدُّ بمنزلة الواجب المقدَّس لدى المجتمعات الغربية.

ما السرُّ وراء ذلك؟ الباحث الهمشري يردنا إلى شخصيتين شريرتين: وينستون سميث بطل رواية 1984 لجورج أورويل، والأب في فيلم «أي تايم تو كيل» الذي قتل رجلين عنصريين في قاعة المحكمة انتقاماً لابنته المُغتصَبة. وهنا السؤال: من الشرير؟ ترامب ورفاعي الدسوقي أم هذين الرجلين؟ يقول الباحث الهمشري: هنا يجب الانتباه إلى وجود عوامل كثيرة مثل «كسر القواعد» يترتب عليها الحكم على الشخص، لأنَّه علينا أن نتبيَّن سبب القيام بهذا الفعل والأخذ بالعوامل والأبعاد المحيطة بالحالة، لارتكاب الشخص لجريمته.

في الفصل الثالث، يأخذ الكتاب ببعض نظريات فلاسفة علماء نفس واقتصاد واجتماع منهم نيتشة وفرويد وداروين عن الشر.

وفي الفصل الرابع، يطرح الكتاب موضوع القتل باسم الحكومات أو لنقل: الأشرار الرسميون، سواءً كان هذا القتل إبادياً أو بسبب خطأ سياسي، أو قتلٍ جماعي كما في حال الحروب.

Email