زكي ناصيف الموهوب العالم.. قصة النشأة وحكاية مشوار التميز

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحتفي المفكر والمؤرخ الموسيقي فكتور سحاب، في الذكرى المئويّة لولادة الفنّان والمؤلف الموسيقي اللبناني زكي ناصيف، على طريقته، إذ أصدر كتاباً ضم حواراً مطولاً كان قد أجراه معه قبل عشر سنوات من رحيله، تحديداً في 11 مارس 2004. وتحدّث فيه زكي ناصيف عن طفولته وجذور نشأته العائلية.. عن عمله وبداية عهده في التجارة وتعلمه العزف على آلتي المجوز والعود، وعن قصة تعرفه إلى الأخوين رحباني، وعن بداياته في إذاعتي لبنان والشرق الأدنى. وأُتبع الحوار بجدول حوى ثبتا بألحانه ومعزوفاته، إلى جانب مجموعة صور تؤرّخ لمسيرة حياته العائلية والفنّية.

وطبقاً لبيانات الكتاب، بدأ زكي ناصيف يكتسب شهرة طيبة أوائل الخمسينات من القرن الفائت، من خلال الأغنيات الراقصة والخفيفة التي قدمها عبر أثير إذاعتي لبنان والشرق الأدنى، لتكتمل شهرته بعد سنة 1957، مع انطلاق مهرجانات بعلبك ومهرجانات الأنوار بأغنيات شعبية ودبكات فولكلورية.

ويلفت الكتاب إلى أن أصالة زكي ناصيف العميقة وتجذره في التراث تؤكدهما أغنياته وألحانه التي تنوّعت تنوعاً غنياً جداً.

وفي بداية الحوار، تحدث زكي ناصيف عن نشأته العائلية، مشيراً إلى أن والده كان تاجراً.. وفي إحدى رحلاته إلى الشام «دمشق» اشترى مجموعة أسطوانات و«فونغراف» يُعبّأ باليد من مُحمّد لحام، والد دريد لحام، الفنان المعروف.

وهكذا فإن حبه للموسيقى نشأ ونما في البيت، من الأسطوانات التي يأتي بها والده، ثم من الأهازيج. فبدأ يعزف على المجوز وهو حدث صغير، ثُم على العود، دون أي إلمام بقواعد اللحن والموسيقى. وعندما اشتد عوده بعض الشيء أخذ يُغني في أحد المطاعم فكسب صداقات ووجوها فنية كانت معروفة آنذاك، فتعرّف على إيليا بيضا وخليل مكنيّة وتوفيق الباشا.

وفي أواخر الثلاثينات من القرن الـ20، دخل قسم الموسيقى في الجامعة الأميركية فتعلّم العزف على البيانو وعلى الكمان وعلى تمارين في الصوت والأداء. ثم انقطع سنتين عن الدراسة في بداية الحرب العالمية الثانية، ليعود ويُتابع تعلّمه الموسيقي بعدها، دون أن يغفل عن متابعة الأنشطة الموسيقية التي كانت تشهدها مصر. وانضمّ إلى إذاعة الشرق الأدنى سنة 1956.

بدأت علاقته بإذاعة الشرق الأدنى بعد أن حلّت بالعائلة نكبة مالية اضطرته إلى البحث عن مصدر رزق آخر له. فأخذه المرحوم خليل مكنيّة إلى إذاعة الشرق الأدنى وعرّفه بصبري الشريف، وشكّل ذلك بداية احترافه الفن. وأخذ مذاك يعطي ألحانه لأشهر فناني تلك المرحلة: سعاد محمد، نصري شمس الدين...

وشغلت تتمة الكتاب/‏ الحوار مع زكي ناصيف مساحة خصّصها للحديث عن مساهماته في مهرجانات بعلبك عام 1957، ومعها يستعيد أنشطة تلك الفترة الفنية.

الكتاب: زكي ناصيف الموهوب العالم

إعداد: فيكتور سحاب

الناشر: دار نلسن - بيروت 2016

الصفحات: 127 صفحة

القطع: المتوسط

Email