دراسة نقدية عن مدرسته الفنية ومسار حياته

ممدوح عمار..نصف قرن من الإبداع التشكيلي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ضمن سلسلة «ذاكرة الفن»، تخلد الهيئة المصرية العامة للكتاب أسماء الفنانين الكبار الذين ساهموا في بلورة الفن التشكيلي؛ إذ تهدف السلسلة إلى خلق ذاكرة مرجعية لأصحاب الرؤى الإبداعية ممن وضعوا علامات الطريق من بين أجيال الحركة الفنية؛ لتكون دافعاً للأجيال الجديدة ودارسي الفن نحو المعرفة وتجديد رؤاهم في ضوء إنجازات من سبقوهم على طريق الأصالة الفنية والحداثية العصرية.

وتهدف السلسلة أيضاً إلى أن يكون كل كاتب مفتاح المعرفة للقارئ العام بلغة الفن التشكيلي ومصباحاً ينير له الطريق كي يدلف إلى عالم الفن الرحيب عبر الكلمة السهلة والصورة المطبوعة، تقدمها للقارئ أهم الأقلام النقدية الآن في مصر بما يناسب كل مستويات القراء قدر المستطاع.

ويقول كاتب المقدمة الفنان والناقد التشكيلي عز الدين نجيب: «إن ما تقدمه المؤلفة الفنانة والناقدة أحلام فكري تجاه أستاذها ممدوح عمار (1928-2012) في دراستها العميقة عن حياته وفنه أظنها أول دراسة نقدية بهذا الحجم تكتب عنه طوال حياته أو بعد رحيله منذ أربع سنوات».

مراحل فنيةيتكون الكتاب من ستة أقسام ترصد مراحل الفنان ممدوح عمار، إلى جانب ملحق لأبرز أعماله الفنية التشكيلية. فقد كان ظهور عمار على ساحة الحركة التشكيلية في مصر في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي.

لكنه أمضى عقداً من سنوات عمره بعد ذلك في استكمال دراسته للفن بين مرسم الأقصر ودول خارجية، من بكين إلى باريس ثم روما؛ ليعود إلى مصر وقد اعتلى جيل عبد الهادي الجزار وحامد ندا وحامد عويس وتحية حليم وجاذبية سري وجمال السجيني ورمسيس يونان ومجموعة من رواد الجماعات الفنية في ذلك الوقت.

يتطرق الكتاب الى بداية الرحلة التي تعود إلى نحو نصف قرن مضى، لا نسمع فيها سوى إيقاع الألوان والخطوط متسرباً بين أنامل الفنان ممدوح عمار، الذي تخرج عام 1952 بالتزامن مع قيام ثورة 23 يوليو، ولازم خلالها الفنان الفرنسي بيبي مارتان.

وصولاً إلى مرحلة الخمسينيات التي خرجت فيها مجموعة من الأعمال الخاصة بممدوح عمار؛ منها لوحة الدراويش ومجموعة لوحات الفسطاط ومجموعة لوحات المقابر ومرحلة الأقصر ومجموعة لوحات الخيل والسيرك، وقد امتازت هذه المرحلة بالتنوع وتقديم ما يحبه ممدوح عمار من مناطق وألوان.

فلسفة وتأملأما مرحلة الستينيات فكانت تعبر عن فلسفة عمار التي تنبع من النظر والتأمل للموجودات وفي الإنسان وباقي الكائنات، وحتى الجماد.

فتنعكس على شخصيته وتأمله الذي يبدو هادئاً كالنار تحت الرماد في أشكاله البسيطة التي لا يهتم بها العالم، بل قد ينبذها ويسخر من وجودها؛ فيتعاطف معها بحميمية مطلقة، معبراً بشخوصه عما يقترن بها من آلام، سابحاً بروحه وعقله في سحابات من السكينة الروحية الخالصة، غارقاً في السكون الكوني.ويتطرق الكتاب الى أعمال السبعينيات.

فبعد رحيل جمال عبد الناصر تسود القتامة أنحاء البلاد، خاصة بعد صراع المثقف مع السلطة عام 1970 وحرب الاستنزاف؛ ليبدأ ممدوح عمار في التعبير عن هذه المرحلة القاتمة، ومع عام 1971 يعود إلى الألوان الزيتية، كما واصل الرسم بالألوان المائية.

وتلتها مرحلة الثمانينيات، حيث قام بإنتاج لوحاته مستخدماً في معظمها الألوان المائية، ثم أعمال التسعينيات التي جاءت نتاجاً للمرحلة السابقة واستكمالاً لمرحلة البداية؛ لتأتي بعدها النهاية. ويمكن القول في النهاية إن هذا الفنان التشكيلي الراحل قد تعامل مع مفرداته التي عشقها بعد أن اختمرت في وجدانه وعقله، فجاءت لوحاته ما بين الألوان المائية وألوان زيتية.

مؤلفة الكتاب خصصت النصف الثاني من الكتاب لملحق الصور، الذي يتضمن 40 لوحة تقدم فن ممدوح عمار بألوانه المتنوعة.

Email