من أكثر الفنون ارتباطاً بالإنسان لتأثيرها في الوجدان والعقل

المنظر السينمائي..عبقرية الإبهار الافتراضية

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلال القرن العشرين وحتى الآن تعتبر السينما من أكثر الفنون ارتباطاً بالإنسان، وتعبيراً عن حياته الاجتماعية والفكرية، وعلى كل مستوياته الثقافية، بل أصبحت ضمن وسائل التواصل بين أفراد الشعوب، نظرا لتأثير الفيلم السينمائي في الوجدان والعقل.

وقد لعب التقدم التكنولوجي دوره في المزيد من رواج وتقدم فنون صناعة الفيلم السينمائي، لعل مجمل ما توصل إليه العلم في مختلف الفنون اقتحم عالم صناعة الفيلم. في المقابل ضاعف هذا التقدم العلمي والتكنولوجي من دور الفيلم السينمائي، بعد أن فتحت بعض بل الكثير من الأفق الجديدة في كل مجالات ومراحل صناعة الفيلم.

فالإبهار من عوامل الجذب الجماهيري، كما إنه جملة المحفزات والمشهيات الجاذبة للمشاهد السينمائي، ولم يكن الإبهار خاص بالتمثيل فقط، بل وضحت أهميته مع فنون التصوير بما يتضمنه من ديكور وملابس وإضاءة، بالإضافة إلى جملة الحيل والمؤثرات البصرية المبهرة..

ومنها ما ساعد على توفير الوقت والجهد، وأيضا تلك التكلفة المالية التي قد تلعب دورها الهام في الإنتاج السينمائي غالبا.. حيث أمكن بالحيل إضافة أماكن عالية التكلفة في الواقع كما في القصور والأماكن البعيدة الشهيرة، وهي ما يمكن تصميمها بالتقنيات الجديدة.

توظيف التقنية الرقمية..

لقد تقدمت التكنولوجيا الرقمية تقدما ملموسا، حيث بات من الشائع الآن وجود بدائل رقمية لأغلب فنون السينما.. سواء في مجال التصوير والموسيقى والتصوير والصوت وغيرها، حيث قدمت التقنية الرقمية خدمة جليلة للفن السينمائي، من خلال الصوت الرقمي المجسم، والشاشة المجسمة، بالإضافة إلى الخدع والمؤثرات الفنية الرقمية، بالإضافة إلى الديكور للمناظر البسيطة والمعقدة الافتراضية.

ففي مجال الديكور.. أصبح الديكور الرقمي الافتراضي بديلا عن مواقع التصوير الحقيقية، وبناء الديكور والمناظر الخارجية، إضافة إلى أن هذا الفرع سمح بإنتاج نوعية أفلام الخيال العلمي والمغامرات وحرب الكواكب وكلها مكلفة بل وصعبة التنفيذ لولا توظيف التقنية الرقمية.

لقد توقف الكاتب مع مفردات التصوير، بداية بالصورة، فالصورة تقرأ على ثلاثة مستويات: مستوى الكليات «محتوى كل الصورة» ومستوى الجزئيات «محاولة قراءة أجزاء الصورة» ومستوى التفسير (محاولة فهم ما جاء بالصورة). بذلك يصبح للصورة وظيفة طبيعية ووظيفة فنية «حيث تأثير الصورة لأداء وظيفة ومعنى ما».

وتوقف الكاتب مع فن الإضاءة السينمائية، حيث تلعب الإضاءة دورها الهام مع الصورة بل لنجاح الصورة يلزم معها إضاءة جيدة، مع العلم أن الأجسام تعكس الأشعة الضوئية بقدر خصائصها، فمن الأجسام ما تعكس الضوء ومنها ما لا تعكس. ووظيفة الضوء والظل في تكوين الصورة السينمائية تحقيق السيادة للموضوع الرئيسي وتحقيق التأثير الدرامي.

أما اللون فهو من أهم عناصر تصميم الصورة السينمائية، ولتحقيق ذلك هناك بعض القواعد اللازم اتباعها: وضع اللون في المكان المناسب وتوافق وتناغم اللون مع العناصر الأخرى في الصورة والبساطة في اختيار اللون والضوء مقابل الظل في أفلام الأبيض والأسود.

وتناول الكاتب الكثير من المصطلحات الفنية والنصائح التي تشجع القارئ على اقتحام هذا العالم الجديد.

قفزة رقمية

على مدى 100 عام تقريباً كان التغيير بطيئا في مجال تطوير الإنتاج السينمائي، ولكن مع التسعينيات وظهور التقنية الرقمية، قفز الإنتاج قفزة هائلة. ونظرا للحلول العظيمة التي قدمتها التقنية الجديدة سواء في المنتج الفني أو الفيلم السينمائي، أو مع صناعة السينما حيث ظهر المكان الافتراضي الذي تم تصميمه بالكامل من ثلاثة أبعاد ثم التصوير مع الممثلين فيما بعد.

ومع ذلك ما زال الفرق واضحاً بين الصورة السينمائية وصورة الفيديو الرقمية في: عمق الصورة، درجة التباين، التدرج اللوني وأيضا وضوح الصورة.

المؤلف في سطور

أشرف سامي لبيب من مواليد المنيا بمصر (1982 م)، خريج معهد السينما، حيث حصل على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه - موضوع الرسالة هو موضوع الكتاب - حيث درس علاقة التقنية الرقمية الجديد بفن السينما وله العديد من المقالات النقدية في الدوريات المتخصصة.

Email