درع الحضارة الفرعونية الحصين وعماد الحملات الحربية

الجيش في مصر القديمة..أعرق مؤسسة عسكرية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كان الجيش المصري القديم أقدم وأعرق مؤسسة عسكرية في التاريخ، والدرع الحصين لمصر القديمة وحضارتها الشامخة في مواجهة كل من تسوّل له نفسه الاعتداء على حدودها المقدسة.

والحامي لأمن مصر من أي تهديد قد يواجهها، بل كان هذا الجيش في الكثير من الأحيان المنفذ لحضارة الشرق الأدنى القديم بأكمله من الغزوات البربرية التي تهدد حضارات تلك المنطقة وتقوم عليها شعوب متخلفة حضارياً بغرض الاستيطان والنهب والسلب، وقد كانت مصر -ولا تزال- حجر الزاوية في أمن وسلامة وحضارة وتقدم الشرق بأكمله.

انطلاقاً من ذلك، يأتي كتاب «الجيش في مصر القديمة» ليكون دسماً وزاخراً بالمعلومات، حيث يقدم تسعة فصول، تبدأ مع الفصل الأول تحت عنوان «استراتيجية التوسع العسكري المصري خلال عصر الدولة الحديثة»، ويوضح فيه المؤلف الدكتور محمد رأفت عباس الجهات التي كانت تستقر فيها الجبهات المصرية العسكرية، حيث الجبهة الآسيوية في ناحية الشرق، والجبهة النوبية الثانية كانت تستقر في المنطقة الجنوبية، أما الجبهة الثالثة والأخيرة فهي الغربية.

ويتناول الكتاب في فصل آخر حرب التحرير التي خاضها الجيش في مصر القديمة ضد الهكسوس، ويستهل الفصل بطرح منْ هم الهكسوس وكيف دخلوا إلى مصر ودور الأسرة الفرعونية السابعة عشرة في حربها ضدهم، وصولاً إلى أحمس وتحريره لمصر من الهكسوس، كما يتناول الكتاب التأثير الذي تركته الحرب ضد الهكسوس على الجيش وكيف طوّروا من إمكانياتهم لمواكبة أعدائهم.

أما الفصل الثالث فتناول حروب الملوك الأوائل للأسرة الثامنة عشرة، موضحاً الحروب التي خاضها ملوك الأسرة الثامنة عشرة وتأثيرها على تحرك الجيش المصري آنذاك، فيما خصص المؤلف الفصل الرابع بأكمله للحروب والمعارك التي خاضها الملك تحتمس الثالث، الذي كانت له تحركات عسكرية كبيرة، حيث وصلت إلى سبع عشرة حملة حربية.

كما يرصد الكتاب في فصل آخر حروب خلفاء الملك تحتمس الثالث، حيث الملك أمنحتب الثاني والملك تحتمس الرابع، كما يلقي الضوء على تحرك المؤسسة العسكرية ونشاطها ما بين عهد إخناتون وعهد حور محب، وهي فترة مضطربة في عهد الدولة المصرية القديمة.

وفي الفصل السادس يوضح الكتاب عهداً جديداً للجيش المصري القديم، وهو التحرك والزحف نحو قارة آسيا المجاورة للحدود المصرية وتوجد فيها شبه جزيرة سيناء، حيث حملات الملك سيتي الأول التي وصلت إلى أربع كانت لها نتائج كبيرة، وحقق معها الملك سيتي الأول انتصارات كثيرة أعادت إلى مصر السيطرة على مستعمرات سابقة في بلاد كنعان والساحل الجنوبي لفينيقيا وغيرها من المناطق.

ويرصد الكتاب أيضاً نتائج الحملات الحربية للملك سيتي الأول في منطقة بلاد النوبة التي كانت محوراً للنفوذ المصري في العصر القديم. وكما يوضح الكتاب، فإن الملك سيتي الأول كان له اهتمام ملحوظ بالحملات الحربية. واقتصر الفصل السابع من الكتاب على رصد حروب الملك رمسيس الثاني - الذي يعتبر من أشهر الملوك الفراعنة - وما خاضه من حملات على آسيا وبلاد النوبة، وكذلك توجهه إلى الغرب حيث ليبيا.

الفصل الثامن لم يكن بعيداً عن موضوع الفصول السابقة، حيث رصد الكتاب الحروب التي خاضها الملك مرنبتاح، الذي ضرب بعربته الحربية عديداً من الحدود مثل الليبية والشرقية أيضاً، كما استطاع القضاء على التمرد الذي شهده جنوب مصر في عهده. ويختتم الكتاب صفحاته مع الفصل التاسع الذي يأتي بعنوان «حروب الملك رمسيس الثالث».

ومنها الحرب مع شعوب البحر والحرب الليبية الثانية وحملته أيضاً على بلاد النوبة. الكتاب أيضاً يقدم قائمة بتاريخ مصر القديمة، كما يوثق كافة الحملات العسكرية المرصودة في الكتاب بالصورة التي وجدت في مصر القديمة بالبرديات التي حفظت التاريخ المصري القديم، وهو ما يجعل الكتاب موسوعياً يتلاءم مع البحث والدراسة.

Email