عائشة سلطان توثّق حكايات من وحي الدروب

هوامش في المدن والسفر والرحيل

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يحكي كتاب «هوامش في المدن والسفر والرحيل» قصص وحكايا سفر أكثر من 20 عاماً، تزور فيها الكاتبة والإعلامية المعروفة، عائشة سلطان، العديد من الدول والمدن، وهي تحكي في الكتاب عن بعض الهوامش البسيطة، والتي جاءت تعبيراً عاطفياً بحتاً عن ما وراء الحكاية أو خلفية تاريخية توثيقية للرحلة، وهو كتاب يمزج بين أدب الرحلات والتأملات.

وتشير، عائشة سلطان، في كتابها الأخير، والذي صدر في عام 2015، إلى أنها لم تجعل الكتاب فلسفة ولا سياحة، ولكنه حكاية رحلات شخصية جابت فيها مدناً تنتمي لثقافات متباينة تتمدد من أقصى الشرق الى أقصى الغرب، وتقول في مقدمته إن الكتاب بسيط في فكرته ومحتواه، إنها البساطة التي يحلو البعض أن يختصرها بالسهل الممتنع، فبقدر ما تبدو موضوعاته ولغته سهلة وفي متناول أي قارئ، فإن هذه الموضوعات بحاجة إلى الكثير من التأمل والتبصر.

الرموز والحروف

وتحكي في قصتها الأولى والتي بعنوان «علينا أن نكتب وكفى» بأنه اخترع الإنسان الكتابة بالطباشير وبالفحم، رسم الكلمات قبل أن يخترع لها الرموز والحروف، سجلها على الكهوف والمعابد والأحجار والجلود والجدران، كان حريصاً على أن يترك وقع اقدامه للآتين من بعده يدلهم على الطرقات التي عبرها ويتباهى بما أنجز.

وتضيف: «نحن نعرف رائحة أحيائنا القديمة، وأمي مازالت تصر على رحلتها الدائمة الى حي «الراس» القديم، الحنين يشدها الى حارات اللهو القديمة، التي ربما ما عاد لها وجود على الأرض لكنها محفوظة في الذاكرة الجماعية لأولئك الواعين معنى الذاكرة.

وتأكد على أن مهمة الكتاب والصحافيين وكتاب القصة والرواية والمسرح، خاصة الذين عاشوا في أحياء الإمارات ما قبل الطفرة، وما قبل الهدم والردم والتخطيط والتعويضات والشوارع التي التهمت الأحياء والذاكرة أن يوثقوا ذاكرتهم وذاكرة آبائهم..

وان يطاردوا تفاصيلها في صدور الرجال والنساء، وهي مهمة ليست من قبيل الترف الثقافي أو التكسب المادي، إنها مهمة وطنية بالدرجة الأولى وإنسانية وحضارية قبل أن يغادرنا هؤلاء الذين مازالوا يحفظون الذاكرة الأولى للمدينة القديمة.

دبي

أما قصتها عن مدينتها «دبي» فتقول: «في دبي تعلمت أبجدية البحر والصحراء والحب واللعب وشغف الأسفار، فقد علمتني هذه المدينة كيف ألعب مع الريح ومع البحر وكيف أتحدث مع الغرباء..

وكيف أمد اليهم يدي، ففي الحي الذي تربيت فيه زمن طفولتي كان هناك فناء شاسع يحتل جزءاً كبيراً من جهته الشمالية ويسكنه غرباء جاؤوا من وراء البحر كما كانت تحكي لنا جدتي، كنا ندخل الفناء بوجل ونجلس ننظر اليهم ثم لم نلبث أن صادقنا أطفالهم وعرفنا أسماء نسائهم ورجالهم، وبرغم أنهم لم يكونوا يتحدثون لغتنا إلا أن الأطفال لهم طريقتهم الخاصة في الحديث لعباً».

القاهرة

كما تحدثنا عن حضـــورها لأحد المؤتمرات في القاهرة، حيث كانت تذهب للمرة الأولى، وبعد الانتهاء من الجلسات والنقاشات توجهوا لزيارة عوالم مصر الجميلة فتقول:

«في حي الحسين كانت قهوة الفيشاوي التي اعتاد أن يجلس فيها أدباء مصر ومشاهير أيام زمان، كان المقهى بسيطاً جداً، وخالياً من أي ملمح من ملامح الفخامة، مع ذلك فأنت تشعر بروح حلوة تجتاحك وأنت تجلس في هذا المقهى، انت القادم من بلدان الحداثة والمباني العملاقة والبراقة، هذه الروح التي لها علاقة بتفاعلك مع المكان، بعــــلاقتك بتـاريخه وبحبك له بسبب هذا التاريخ..

حيث تتفاعل مع روح القاهرة القديمة، تشعر وكأنك قوافل الفاتحين والخلفاء، كما تسمع في المكان نفسه أصوات الشعراء والملوك الذين جلسوا على عرش مصــر، لقد ذهب كل المحتلين وكل الجبناء وبقيت القاهرة وبقيت مصـــر لتؤكد معــجزة كرامتها وخلودها».

وفي حديث الكاتبة عن إحدى رحلاتها لإحدى المدن الألمانية وهي بلدة بادن بادن، تقول: «هي مدينة صغيرة تستولي على حواسك ومشاعرك، خاصة منطقة الغابة السوداء التي تقع في نطاقها هذه المدن المتقلبة، إذ سرعان ما ينهمر المطر غزيراً حاجباً عنك الرؤية على طرقات طويلة ويكون الأمر مزعجاً إذا ما أظلمت السماء بشكل مفاجئ».

الكتاب:

هوامش في المدن والسفر والرحيل

تأليف: عائشة سلطان

الناشر: دار ورق للتوزيع والنشر - 2015

الصفحات:

213 صفحة

القطع: المتوسط

المؤلفة في سطور

عائشة سلطان كاتبة إماراتية، لها عمود يومي في صحيفة «البيان» بعنوان «أبجديات»، كما أنها مؤسسة ومديرة دار ورق للنشر في دبي، ولها مجموعة من الإصدارات، من ضمنها «شتاء الحكايات« و«في مديح الذاكرة»..

كما أنها حاصلة على درجة الماجستير في علوم الاتصال والإعلام، وقد اشتغلت في الحقل التربوي والإعلامي لسنوات عديدة، ومن ذلك إدارتها لقسمي الدراسات والثقافة في «البيان»، وإشرافها على الملاحق التي تصدر عنهما.

Email