يُقدّم كتاب «تاريخ الفنون وأشهر الصور» لمؤلفه سلامة موسى، مجموعة من الصور والرسومات الفنية الأوروبية المشهورة، للقراء، ويضيف إلى ذلك لمحة من تاريخ هذه الرسومات وتاريخ رساميها، بما يشتمل عليه هذا التاريخ من سياقات وظروف، أدت إلى بعث هذه الفنون إلى حيز الوجود الإنساني. وقدم موسى أيضاً شرحاً للنظرية العامة في الفنون الجميلة.

كما بين أوجه الانحطاط التي تعتريها برأيه. والكتاب تلخيص سلامة موسى لكتاب يسمى خلاصة الفن، لوليم أوربن مع بعض الفصول التي حذفها. ويقول موسى: تقــــيدنا بآراء أوربن وإن لم نتقيد بصوره، بل أخذناها من مصادر كثيرة أخرى، ولم نذكر كل الذين ذكرهم من الرسامين بل اقتصرنا على المشهورين.

ويرى موسى أن الفنون الجميلة أو الآداب الرفيعة كما كان يسميها العرب، هي: الموسيقى والشعر والنثر والبناء والرسم والنحت والرقص والغناء والتمثيل، وغاية هذه الفنون جميعها هو الجمال..

ولكن الجمال كما يقول سلامة موسى ليس شيئاً موضوعياً له حقيقة أصلية في الكائنات التي حولنا من حي وجماد، وإنما هو ذاتي في أذهاننا، فالعالم أو الكون نفسه ليس جميلاً أو قبيحاً، وإنما الجمال والقبح اعتباران ذهنيان أي قائمان في أذهاننا فقط.

كما يرى أن الجمال في أشكاله المختلفة لا يختلف فيه الناس إلا بمقدار تربيتهم الفنية التي تزيد البصيرة الطبيعية نورا وتورثهم هذا الذوق الذي نراه على أكمله في رجل الفن، ويبين أن فن الرسم الإسلامي سار في ثلاثة اتجاهات أولها الزخارف الهندسية المتقابلة من أقواس وخطوط تتقابل.

وثانيها الزخارف التي تعود في الأصل إلى باعث من رسم حيوان أو نبات يعمد الرسام إليه فيطيل في بعض أعضائه أو يفرطحها أو يشرشرها حتى يخفي أصله ثم يجعله يتقابل مع شكل آخر لا يختلف معه، فيحصل على شكل هندسي ممتاز، وثالثها جعل الفنان العربي الخط العربي فناً، فتفنن في تزيينه وزخرفته حتى صار له جمال خاص.

وتحدث موسى عن أصل الرسم الحديث مدرسة فلورنسا والرسم بالزيت ممثلا في المدرسة الفلمنكية ونجوم النهضة دافنشي، وأنجلو، ورافائيل ونجوم نهضة الفن في ألمانيا دورير وهولبين وكذلك نجوم الفن في إسبانيا الجريكو وفيلاسكيز وموريلو. كما أشار إلى فن الرسم في هولندا ممثلا في الفنانين: هانز، رامبرانت، جيراردو، دوهوش، فرمير، بوطر، جوب، هوبيما، دي فلت.

وعن نهضة الفن في فرنسا يرى موسى أن فن الرسم ظهر في فرنسا في القرن السابع عشر. كما تحدث عن الرسامين الإنجليز في القرن الثامن عشر. وفي نهاية الكتاب تحدث عما أسماهم، الوحوش والتكعيبيين والاستقباليين: سيزان، فان غوخ، غوغان، ماتيس، بيكاسو، مارينتي، جوا كيمو.