شهادات ومحطات وسيرة

«أوراق عبدالرحمن علي طه».. تعليم وسياسة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يسرد كتاب «من أوراق عبدالرحمن علي طه.. في التعليم والسياسة (1901-1969)»، لمعده وجامعه الدكتور فيصل عبد الرحمن علي طه، الابن الأكبر للراحل، سيرة رجل كانت هموم وطنه وقضاياه تشغل باله، فتحرك قلمه ورؤاه وآراءه وأعماله. ويحكي معد الكتاب الدكتور فيصل عبدالرحمن علي طه، كيف أنه..

وفي زيارته السنوية للسودان في مطلع عام 2014، توجه الى بعض الأماكن التي نشرت فيها أو وجدت ضمنها أبحاث وبيانات أو محاضر أو خطب أو أية أعمال أخرى، للمرحوم عبدالرحمن علي طه، أحد أشهر رموز التعليم والسياسة في السودان، فراعه أن بعضها لم يعد متاحاً، وأن القليل المتاح لحق به الضرر الفادح...

وهو ما دفعه إلى جمع ما تيسر له بين دفتي كتاب «من أوراق عبدالرحمن علي طه في التعليم والسياسة1901-1969»، ليكون مرجعاً للباحثين في تاريخ السودان..

لا سيما وإن إحدى أهم قناعاته الثابتة كانت أن السودان لن يتطور إلا إذا نهض الريف وتطور. استهل د. فيصل عبدالرحمن علي طه، كتابه بشهادات في المرحوم عبدالرحمن علي طه، ومن بينها شهادة سر ختم خليفة في صحفية «الأضواء» الخرطوم، الذي عرفه في كلية غردون أستاذاً للغة الإنجليزية والجغرافيا..

ولكن برزت شخصيته كصاحب أسلوب متفرد وكفاءة واقتدار.. وروح عالية في التعامل مع طلبته، وقال سر ختم خليفة في شهادته: «عرفته معرفة حقيقية وعن قرب في معهد بخت الرضا، حيث كانت بصماته في كل جانب من منهج المدرسة الأولية الحديثة في البرامج المقررة والكتب المؤلفة للتلاميذ والمعلمين، كما كان دوره يفوق دور العميد قريفث، لا سيما وأنه طبع أعمال العمادة بالروح والنظرة السودانية». و

يبين الكتاب أنه ولد عبدالرحمن علي طه في عام 1901 في قرية الجعليين (أربجي حالياً)، والتحق بمصلحة المعارف وعين مدرساً بمدرسة أم درمان الأميرية الوسطى، ثم اختير للتدريس بكلية غردون، ونقل بعد ذلك في منتصف عام 1935 إلى معهد التربية ببخت الرضا وجاء في خطاب التوصية بتعيينه نائباً لعميد بخت الرضا، وذلك الى أن عين في هذا المنصب من أجل تقوية هيئة التدريس.

ويشرح معد الكتاب انه دخل عبدالرحمن علي طه، غمار السياسة وتقلد منصب وزير المعارف كوزير عن حزب الأمة، ثم انتخب في عام 1958 عضواً في مجلس النواب عن الدائرة 27: الحصاحيصا الشرقية. وعُين وزيراً للحكومة المحلية في الحكومة الائتلافية بين حزب الأمة وحزب الشعب الديمقراطي، ولكن بعد انقلاب 17 نوفمبر 1958، اعتزل السياسة من دون أن يعتزل العمل العام..

حيث انصرف للعمل على تطوير قريته ولقضاء حوائج الناس من كل الأنحاء. ولا يغفل الكتاب الإشارة إلى أنه كان من قناعات المرحوم الثابتة أن السودان لن يتطور إلا إذا نهض الريف وتطور..

وكثيراً ما كان يبدي أسفه كون بعض زملائه ممن تقاعدوا بالمعاش، قد هجروا أريافهم وقراهم واتخذوا من العواصم وغيرها من المدن، سكناً لهم. وهو كان يرى بذلك أنهم لو عادوا إليها لكان من الممكن أن يتولوا القيادة المحلية لنهضتها وتطويرها.

ويضيف الكتاب، أنه وحتى وفاة عبدالرحمن علي طه في 2 نوفمبر 1969، كانت حديقته الخاصة «الجنينة» تحصل على كأس أفضل حديقة في المسابقة التي كانت تنظمها جمعية فلاحة البساتين بود مدني، كما كان يستقبل فيها أفواجاً من طلاب كلية الزراعة، لتثقيفهم حول طريقة إنبات المزروعات المختلفة وطرق الري والتسميد والمبيدات التي يستخدمها.

Email