انتقام التاريخ.. فشل نظام السوق الحر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقدم كتاب «انتقام التاريخ .. معركة القرن الحادي والعشرين»، لمؤلفه البريطاني شيموس ميلن، رؤية محددة لأسباب فشل نظام السوق الحر، ويكشف قبضة النفوذ والموارد التي وراء التدخلات العسكرية الغربية.

ويوضح سر صعود الاقتصاد الصيني، مسلطا الضوء على البدائل الاجتماعية التي بدأت في الظهور في أميركا اللاتينية. ويذهب الكاتب إلى أن العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث زعزع ثوابت النظام الدولي، مغيراً الاعتقاد الشائع بوجود النخبة العالمية على قمته، وكان عام 2008 هو نقطة التحول.. انتصرت الديمقراطية الليبرالية ورأسمالية السوق الحر، بينما طوى التاريخ صفحة الاشتراكية، وسينحصر الجدل السياسي الآن في الخلاف حول الحروب الثقافية والتنازلات المتبادلة بين الضرائب والإنفاق، وسيتولّى السوق باقي الأمر».

كما يوضح الكاتب أنه في عام 1990 دشن بوش الابن ما أطلق عليه مهللا النظام العالمي الجديد، على أساس التفوق العسكري الأميركي والهيمنة الاقتصادية الغربية، وكانت نهاية الاتحاد السوفييتي تعني أنه لن توجد أية قوة عظمى أخرى، وأن هذا العالم سيكون عالماً أحادي القطبية خاليا من كل منافسة، وأن القوى الإقليمية ستركع أمام السيادة العالمية الجديدة، وأن القوة لن تستخدم إلا لضبط الدول المارقة العاصية باسم حقوق الإنسان، حتى أنهم قالوا: إن التاريخ نفسه قد انتهى لكن ما بين الاعتداء على برجي نيويورك (2001) وسقوط مصرف ليمان براذرز بعد ذلك بسبع سنوات، انهار هذا النظام العالمي، وكان لذلك عاملان أساسيان.

ويرى الكاتب ان انتهاء زمن القطب الواحد الذي ترتب عن كشف حدود القوة الأميركية، كان الأول من بين تغيرات أخرى حاسمة حولت العالم إلى الأفضل خلال السنوات العشر الأولى من الألفية، في بعض النواحي الجوهرية. أما التغيير الثاني فكان النتائج العرضية للانهيار الاقتصادي الذي وقع عام 2008، والأزمة العميقة التي أثارها في النظام الرأسمالي الذي يهيمن عليه الغرب، وهو ما سرع وتيرة التدهور النسبي للولايات المتحدة في تلك الأثناء.

Email