دروب في المشهد التشكيلي السوري..ملامح وهوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتناول كتاب (دروب في المشهد التشكيلي السوري / ملامح بحث عن هوية)، لمؤلفه علي الراعي، تجارب عشرين فناناً تشكيليّاً وكاريكاتيرياً سورياً، مستنداً إلى حوارات كان قد أجراها معهم، إضافة إلى قراءة في مشاهد بصريّة من ألوان و(كولاجات) ونصوص شعريّة للشاعر السوري المعروف أدونيس، أفضت به للتساؤل: ما الذي يدفع شاعر بهذا الحجم، إلى أن يهجر القصيدة، ولو لبعض الوقت، ليكون (دخيلاً) على التشكيل، كما يقول هو عن نفسه، في حوار مفتوح مع محبيه، على هامش معرض مشترك، ذات حين، في صالة (أتاسي) بدمشق، مع كل من: إيتيل عدنان، سمير الصايغ، فاتح المدرس.

ذلك تحت عنوان (شعراء تشكيليون/ تشكيليون شعراء). فيومها أكد أدونيس اضطرابه من هذه الهجرة المؤقتة من القصيدة إلى التشكيل، وأشار إلى أنه ليس فناناً تشكيلياً، بل هو يخوض نوعاً من المغامرة ولا يعرف كيف ستنتهي، وهو لا يسمي ما قدمه (كولاجاً) بل (رقميات)، والرقمية هنا تساوي قصيدة، فهو يشكّل امتداداً لكتاباته الشعريّة. كما يجرب جمع المتناقضات في القصيدة، بين المجرد إلى أقصاه والمحسوس إلى أقصاه، يحاول بالتشكيل الجمع بين المجرد الحرفي والأشياء المرميّة في الشارع، ويعطي معنى ما لهذه الأطراف المتناقضة، بل يكتب قصيدة أخرى إلى جانب قصائده.

من جانب آخر، وبحسب الكتاب، ثمة لوحة فنيّة تشكيليّة سوريّة، موجودة، اشتغل عليها أكثر من فنان تشكيلي سوري، رغم تنوع التقنيّة والأسلوب، غير أن أكثر من تقاطع بين هذا النتاج، هؤلاء الذين يصرون على إنتاج لوحة لها مرجعياتها السوريّة، الأمر الذي يمكّننا من الحديث عن عمل تشكيلي بهوية سوريّة، لكن من دون انقطاع مع حركة التشكيل العالميّة، إلا أنه لم يتوافر لهذا الحراك التشكيلي اللافت، قراءة نقديّة موازية أو تعادل تنويعاته.

وأمام هذا الحراك الذي يمضي متسارعاً في إنجاز تلويناته، بقي النقد على عاتق قلة من المتابعين لم يتعدوا في أي جيل من أجيال هذه التجربة التشكيليّة الطويلة بعض الشيء، أكثر من عشرة متابعين، نصفهم من الصحافيين، ونصفهم الآخر من الفنانين التشكيليين النقاد.

ويؤكد المؤلف أن ما يقدمه في كتابه، قراءة في تجارب فنيّة لا تزال حيّة، ولم تصل بمشروعها التشكيلي إلى خواتيمه.

Email