الموسيقار أحمد الإبري.. سيرة مبدع

أحمد الإبري

ت + ت - الحجم الطبيعي

يؤكد كتاب «الموسيقار أحمد الإبري»، لمعديه عبد الفتاح قلعه جي وعدنان أبو الشامات، أنّ أهمية أحمد الإبري تأتي من كونه رائداً ومؤسساً في فن الموشحات، تراثاً جديراً بالدراسة، وذلك بما يملك من حداثة وتطوّر وتجديد، من غير أن يكون مستغرباً أو منقطعاً عن الجذور أو خارجاً عن الملامح الفنية والجمالية للهوية والشخصية العربية.

ويبين الكتاب أنه ولد أحمد بن عزت الإبري بحلب سنة 1855 م، في بيت ثقافة وأدب، فقد كان والده يهوى السماح، ويجتمع في داره الموسيقيون والمنشدون يحيون السهرات الغنائية.

 وكانت داره نقع مقابل مسرح البليط الغنائي «قهوة البرتقال» في السويقة، وتلقى تعليمه في المدرسة الشيبانية، وفيها أجاد الفرنسية، وانتظم في فرقتها الموسيقية عازفاً على الكلارينيت، وأتقن النوطة وقواعد الموسيقى، وساهمت المدرسة في تأسيس معارفه وتذوقه للموسيقا الغربية، إلى أن أنهى دراسته في المرحلة الثانوية.

عمل في وزارة المعارف مدرساً للموسيقى في مدارس حلب. ولحن عدداً من الأناشيد المدرسية وعلمها للطلاب، كما أنجز ألواناً من الموسيقى الوصفية والأغاني العاطفية، وبقي على هذه الحال ست سنوات، وعندما أحدثت مدرسة دار العلم والتربية الأهلية في حماه في العهد الفيصلي أصبح مديراً لها طوال ثلاث سنوات، أدى خلالها خدمات جلّى في حقل العلم والفن، وعاد بعدها إلى حلب. ولحن أحمد لثورة هنانو أروع الأناشيد، ومنها: «هنانو»، «احفظوا عهد هنانو». كما غنى للأوطان، من كلمات معروف الرصافي.

وبحس قومي عال، لحن نشيد «بلاد العرب»، وكانت الشهباء تردّد في تظاهراتها نشيده الخالد «أنت سوريا بلادي» ولمجد مدينة حلب لحن نشيدها: «دمت يا شهباء ما دام الزمن».

عمل أحمد الإبري بعد عودته من حماه في بلدية حلب. ويبين الإبري في كتاباته زيارة أم كلثوم مدينة حلب، حيث قدّمت فيها ثلاث حفلات، عام 1931، في صالة الشهبندر، ويتناول الوصف والنقد والتحليل صوتها وأداءها ووقفتها وأسلوبها وألحانها وغناءها، فهو يقول في صوتها: «صوتها لامع، صافٍ، ناعم القرار، قوي العمق، نبرات قوية مستقيمة، سالمة من الضعف والخلل، قفلات حادة مسبوكة..».

كان الإبري مؤلفاً موسيقياً مبدعاً، ورائد مدرسة تجديدية، وهدف لتطوير الأغنية العربية، بحيث تجمع ما بين أمرين: مواكبة روح العصر الحديث، الحفاظ على هويتها الفنية العربية المستقلة .

Email