إسرائيل تتبع سياسة ممنهجة في تجهيل الشعب

معاناة الطالب الفلسطيني تحت الاحتلال

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يتناول كتاب «معاناة الطالب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي»، الذي أعدته الباحثة الفلسطينية حياة الددا.. وحرره الدكتور محسن محمد صالح، جوانب الضيم والعذابات التي تلحق بالطالب الفلسطيني تحت نير الاحتلال الاسرائيلي..

حيث يستعرض الكتاب في هذا الصدد، أبرز التشريعات الدولية الخاصة بحق التعليم في زمن السلم والحرب، وتأثير السياسات الإسرائيلية الساعية الى تجهيل الفلسطينيين، وتأثير الاعتداءات اليومية والحصار وجدار الفصل العنصري على الطالب الفلسطيني.

ويُبرز الكتاب الاعتداءات الإسرائيلية على الطالب الفلسطيني من خلال الحواجز ونقاط التفتيش، وكذلك الجدار العنصري في الضفة الغربية الذي زاد من معاناة الطلاب التي تنوعت ما بين تفتيش جسدي، واعتداءات جسمية ولفظية، وإعاقة وصول الطلاب والمعلمين الى مدارسهم وجامعاتهم وإعاقة وصول مستلزمات الدراسة. وكذلك حرمان الطلاب الأسرى من حقهم في التعليم.

ولم تشفع البراءة لطلبة المدارس بزيهم المدرسي عند محاولتهم المرور عبر الحواجز الإسرائيلية للحاق بمدارسهم في الموعد المحدد. فطلبة المدارس الذين لا يملكون سلاحاً أقوى من القلم والكتب المدرسية تبوء محاولاتهم بالفشل الذريع في إقناع الجندي الإسرائيلي المدجج بالسلاح لعبور الحاجز العسكري، إذ يقابلهم بكلمتين فقط: ممنوع الدخول.

كما يعيق جنود الاحتلال عند الحواجز، مرور المعلمين في الطريق إلى مدارسهم أو في طريق عودتهم بعد انتهاء اليوم الدراسي، ويضطرونهم للوقوف ساعات طويلة تحت أشعة الشمس المحرقة.

ويبين الكتاب الممارسات الاسرائيلية تجاه المناهج الفلسطينية، إذ إنه اتبعت إسرائيل سياسات لتجهيل الشعب الفلسطيني، فحذفت من المناهج الفلسطينية وعدلت بما يتناسب مع أهدافها الاحتلالية، وعزلت الطلاب عن ماضيهم البطولي وشوهت تاريخهم. أما في القدس المحتلة، فيلفت الكتاب إلى أن إسرائيل غيرت المناهج العربية بما يتلاءم ومتطلبات الاحتلال، وأدخلت شهادة «البجروت» :

(Bagrut )، عوضاً عن شهادة الثانوية العامة - التوجيهي، غير المعترف بها في الجامعات العبرية، كما جمدت بناء الأبنية المدرسية، ووضعت العراقيل المختلفة لاستصدار رخص بناء المدارس، فلم تراعِ الزيادة السكانية الطبيعية، ما تسبب في نسبة اكتظاظ عالية في الغرف الصفية.

كما يتحدث الكتاب عن تدني مستوى التعليم جراء تعطيل إسرائيل للمدارس والاجراءات الأمنية بحقّها، سعياً لإرهاب الطلاب والمعلمين.

ويرى الكتاب أن معاناة الطلاب الفلسطينيين لا تتوقف عند محتوى المناهج الاستشراقية ولا عند (عسكرة) الجامعات، من خلال إسناد مناصب إدارية لقيادات عسكرية في جيش الاحتلال وتقديم التسهيلات للطلاب من مجنديه، بل تتعدى ذلك إلى تجميد أنشطة الحركات الطلابية الفلسطينية ومنع فعالياتهم، والتنسيق مع شرطة الاحتلال لقمعهم واقتحام مساكنهم واعتقالهم.

ويتناول الكتاب كذلك أوضاع الطلبة في غزة، فيشير إلى عدد من الحروب التي شنها الاحتلال على القطاع، وهزت بدورها كيان العملية التعليمية الفلسطينية، وذلك إلى جانب الأضرار الجسيمة التي يتسبب بها الحصار الذي ضربته دولة الاحتلال على القطاع منذ 2007.

وجدير بالاشارة هنا، أن هذا الكتاب هو الجزء التاسع ضمن سلسلة «أولست إنساناً؟» التي يسعى مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت، من خلالها إلى تقديم صورة متكاملة عن المعاناة التي يتسبب بها الاحتلال الإسرائيلي للشعب الفلسطيني، بأسلوب يخاطب العقل والقلب وفي إطارٍ علميٍّ ومنهجي موثق.

Email