المرأة في عصر الديمقراطية.. تأييد حقوقها

ت + ت - الحجم الطبيعي

 نُشر كتاب «المرأة في عصر الديمقراطية..بحث حر في تأييد حقوق المرأة»، لمؤلفه إسماعيل مظهر، منذ نصف قرن أو يزيد قليلاً، ومع ذلك يبدو وكأنه بالأمس، وذلك نظراً لموضوعه القديم الجديد.. حول المرأة ومكاناتها ودورها في المجتمع، وهكذا أعيد نشره في الفترة الحالية. إذ إن المرأة، وكما يوضح المؤلف، عامل عظيم في بناء المدنية الحديثة.

وشاركت الرجل منذ أقدم العصور في العمل في الحياة الريفية والقبلية. وواصلت معه، فإذا كان الرجل بذل الجهد العضلي الوافر من أجل المدنية الحديثة، فهي شاركته بالجهد النفسي ورعاية الأسرة.

كما بلغت المرأة قديماً مكانة متميزة في بعض المناطق من العالم، حيث كانت صاحبة السلطة في بداية البشرية، وإن لم تبلغ مبلغاً كبيراً في دولة الإغريق على العكس من الرومان. وأيضاً، بلغت في الدولة المصرية الفرعونية مكاناً متميزاً، بل وأصبحت ملكة.

ومع الثورة الصناعية في أوروبا طالبت بما فقدته من حقوق وأثبتت وجودها في ميادين الأمومة والأسرة والجهاد والحرب، واليوم لها دورها في السياسة والاقتصاد والاجتماع والعمل، وتطالب بكامل حقوقها في كل المجالات.

ويشير المؤلف إلى أن مفكراً مثل جان جاك روسو الفرنسي، وعلى كل ما ردده عن الحرية، لم يتناول موضوع حرية المرأة السياسية.. بل قال: «خُلقت المرأة ملهاة للرجل». لكنه عاد وأكد ضرورة تعليمها وتربيتها بما يخدم الرجل وأطفاله.

ويوضح المؤلف أن المصانع الريفية الصغيرة في ريف بريطانيا كانت توفر للمرأة فرصة العمل والإنتاج ورعاية الأسرة. ولكن مع القرن الـ19 انتشرت المصانع الكبيرة، وانتقل الفلاحون للعمل بها. وأقفلت المصانع المنزلية، فتأثر وضع المرأة الإنتاجي.

لكن، وفي المقابل، ومع عصر الآلة والمصانع الكبيرة، كانت فرصة المرأة للعمل والرزق كبيرة أيضاً. وهو ما حدث في مجمل بلدان أوروبا. وتجددت مشكلة لم تكن في الحسبان، تتمثل في أن أجر المرأة أصبح أقل من الرجل. من ثم بدأت الهيئات التشريعية تحد بالقانون من حركة المرأة الأوروبية ومكتسبتها، مرة مع الأجر، ومرة بتحديد عددهن في صناعات معينة مثل صناعة الخبز.. وغيرها.

وينتقل الكاتب إلى عالمنا العربي، فيطالب بالمزيد والمزيد للمرأة، واستدل على أحقيتها في ذلك بمثال طريف.. ألا وهو الرجوع إلى دفاتر الشرطة وحصر عدد المتهمين الرجال، وفي المقابل المتهمات النساء.. وهو ما يكشف عن كون المرأة أكثر دعماً للمجتمع ودورها داخل الأسرة وخارج المنزل لا ينكر.

Email