«مروان قصاب باشي».. الشغوف بالوجوه المشهديّة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يُحيط كتاب «مروان» لمؤلفيه: يورن ميركيريت، يواخيم سارتوريوس، روبرت كوييلكا، بتجربة الفنان التشكيلي السوري مروان قصاب باشي (دمشق 1934) التي قارب عمرها الستين عاماً. فقد بدأها في دمشق مطالع خمسينيات القرن الماضي، وتابعها في برلين بألمانيا عام 1957 ولايزال يتابعها هناك حتى اليوم.

صدر هذا الكتاب، والذي ضم أيضاً قصيدة للشاعر السوري أدونيس استلهمها من أعماله دعاها: «إشراق في جسد المادة» على هامش معرضه الاستعادي (دمشق- برلين-دمشق) الذي أقامه في خان أسعد باشا بسوق البزوريّة بدمشق القديمة، وضمنه مجموعة من الأعمال العائدة لمراحل مختلفة من تجربته الفنيّة.

يرى الكتاب أنه رغم أن فن مروان مغلق في إهاب ثمين من الرسم الأوروبي، إلا أنه لا يغطي ملامح غير مرئيّة بعد بشكل كامل، يفوح منها عبق لا ينتمي إلى العالم الغربي، وإنما إلى أصل الفنان القادم من أطراف الصحراء والواحات وحدائق وأسواق بلاده المشمسة. ويُضيف الكتاب مؤكداً أن ما يرسمه مروان هو صور بشر، يتجلى فيها كل شيء مرئياً.

بمعنى آخر: عالمه يتشكل من البشر، ومن طبيعة الأشياء الصامتة، ومن المناظر الطبيعيّة الداخليّة، ومنها يشيد كونه الفني المفعم بالشعور بالغربة، ذلك لأن مروان يعيش هذه الغربة ويخبرنا عنها في جميع لوحاته، فحالة الشعور بالغربة هي البوابة المشرعة على كل شيء. وفي منتصف الستينيات، توضح طريق مروان.

ونحو العام 1970 تمكن من تحويل العالم الصارم والمضطرب درامياً في لوحاته إلى وجوه مشهديّة تتوجه دون افتعال نحو الخارج، بعالمها الداخلي المليء بالعذاب، ويصير الوجه وحده البالغ القرب، موضوع اللوحة الحميم، إلا أن هذه اللقطة القريبة، تسمح بإبراز الحنين والسعادة والأمل من دون افتعال، وهي مشاعر منحوتة في الوجوه، ويبدو أن الاستخدام السابق العنيف للروح قد انمحى تماماً أمام هذا القرب الحنون الرقيق والمؤثر.

 كل شيء يرشح ضوءاً في لوحة مروان. الكل مشرّب بالنور، لم تعد هناك حدود ثابتة، بل تتأرجح الألوان معاً لتشكل جوهراً لونياً حريرياً، ولهذا السبب تحديداً، تصبح هذه اللوحة مشهداً للعقل والروح الحالمة.

ويُشير الكتاب إلى أن مروان حصل العام 1973 على منحة «مدينة الفنون» في باريس ما مكنه من تحقيق حلم شبابه الذي حمله معه من أطراف البادية السوريّة وظل كامناً في ذاكرته كنزاً ثميناً، حيث تكثفت لوحات «وجوه مشهديّة» ولوحات «الخمار» ثم «الرؤوس»، التي ستصير عبر السنوات العديدة اللاحقة موضوعة مروان الوحيدة تقريباً.

المؤلف في سطور

 

يورن ميركيرت ناقد فني كان قريباً من الفنان مروان قصاب باشي، وقد رافقه في عدة رحلات إلى البلاد العربيّة. أما الناقد يواخيم سارتورسوس فقد اهتم بدراسة المضمون في أعماله. وتوقف روبرت كودييلكا طويلاً عند أعماله التي تناول فيها الوجوه «البورتريهات».

 

الكتاب:

مروان

تأليف:

مجموعة من النقاد

الناشر:

صالة أتاسي في دمشق

الصفحات:

122 صفحة

القطع:

المتوسط

Email