تقوم فكرة كتاب »يخرب بيت الحب«، لمؤلفه أحمد رجب، على العلاقة بين المرأة والرجل، والمحرك الأساسي لكل ما يتعلق بهما: الحب والزواج، والحب قبل الزواج، والحب بعد الزواج، والغيرة، وكيف أن الحب في نظر الرجل هو مقدمة لأشياء أخرى، بينما يمثل للمرأة كياناً اقتصادياً.
يعرِّف الكاتب الحب بأنه »جميل، وشرير خطر عندما يتنمر، الحب نعيم، وهو الجحيم إذا غضب، الحب أحلام نحيا في رؤاها، والويل عندما تصبح الرؤى أشباحاً تطاردك في الصحو والنوم، والحب صديق يبدو مخلصاً غير أنه لا يعرف الوفاء ولا حسن الخلق، الحب وادع طيب يحنو ويسعد، ولا تعرف متى ينقلب إلى وحش يفترس«.
ويضيف رجب مكملاً رؤيته لذلك الإحساس الذي تعارف عليه الناس، واستقروا على تسميته بالحب: الحب هادئ، مجنون، أحمق؟ ملاك؟ شيطان؟ الحب هو هذا كله«، ولهذا جاء إهداء الكتاب من قبل الكاتب إلى أمه، وليس امرأة أخرى، إذ يقول: »إلى حبيبتي التي أعطتني كل الحب بغير حساب، ولم تنتظر منِّي حبّاً بقدر ما أعطت.. إلى أمي«.
جاء الفصل الأول من الكتاب بعنوان »الغيرة«، ليفرق بين غيرة المرأة، وغيرة الرجل، فالدافع مختلف، والهدف أيضاً مختلف. ويقول المؤلف: »والغيرة عند الرجل مبعثها الحب أو الرغبة في الاستئثار بأنثاه، بينما الغيرة عند المرأة يغلب عليها الدافع الاقتصادي، فالمرأة عديمة الثقة بالرجل وإن تظاهرت بغير ذلك، لأنها تعرف من تجربتها معه أن أية امرأة أخرى يمكن أن تضحك عليه مثلما ضحكت هي عليه من قبل، فهي تشعر بالخطر أو التهديد الاقتصادي إذا نافستها امرأة أخرى في حب رجلها...«.
ويتابع المؤلف: »وللإيقاع بالرجل، لجأت المرأة إلى أسلحة معاونة للأنوثة كسلاح الحرب الكيماوية التي استخدمت فيها المساحيق والعطور، فسقط رجال، وتم أسر الملايين منهم في المعتقلات الزوجية، والمرأة تعرف أن حرب الإيقاع بالرجل سلاح ذو حدين، وأن امرأة أخرى قد تستعمل وسائل أشد تأثيراً وفتكاً، ولذلك لا تثق المرأة بالرجل بمليم، وقد أوضحت ستي ذلك فوصفت (ريالة الرجل) أمام المرأة بكلمتها المأثورة في الأمثال (العايز أهبل)«.
ويتساءل رجب: لماذا يفسد الحب بين العشَّاق، ويبين أن أحد أسباب هذا الفساد، وتحوّل الحب إلى مصارعة محترفين، هو الزواج، كما يقول، فالحياة الزوجية عندنا عموماً تفتقد التغذية العاطفية، والطرفان يتحملان مسؤولية تجويع الحب وموته، وإذا كان الرجل مثلاً لا يكلِّف نفسه بأن يهمس إليها من وقت إلى آخر بكلمة »أحبك«، فمن الإنصاف أن يقال إن الزوجة لا تشجع زوجها على ذلك في أغلب الأحوال.
ويرصد أحمد رجب، بطريقة ساخرة، العديد من الأسباب التي تفسد الحب، خصوصاً بعد الزواج، فمن أمراض الحب بعد الزواج أن كلاً من الطرفين لا يدرك المظاهر أو السمات الخارجية الخاصة بالنوبات النفسية عند الطرف الآخر، كاستعداده للحديث، أو رغبته في الانفراد بنفسه، أو جنوحه إلى الانطلاق والمرح، وعدم إدراك هذه المساحة يجعل كلًّا من الزوجين جهاز إرسال واستقبال سيئاً بالنسبة إلى الآخر.
وإذا أضفنا إلى هذا كله جفاف الحياة الزوجية من الكلمة الحلوة واللمسة الحانية، فإننا نجد الرجل نهاية يمارس حقوقه الزوجية وهو أقرب إلى شخص مغتصب منه إلى زوج محب، فلا تملك الزوجة إلَّا أن تردد في سرها دعاء واحداً »روح ربنا يهد حيلك«.
المؤلف في سطور
أحمد رجب، كاتب مصري ساخر، يكتب في صحيفة »أخبار اليوم«، لديه مقالة ثابتة يومياً في جريده »الأخبار«، بعنوان »نصف كلمة«، شارك مع رسام الكاريكاتير مصطفى حسين في، كاريكاتير »الأخبار« و»أخبار اليوم«، يومياً، وألّف شخصيات كاريكاتيرية تركت صدى واسعاً.
الكتاب: يخرب بيت الحب
تأليف: أحمد رجب
الناشر: الدار المصرية اللبنانية - القاهرة 2014
الصفحات: 265 صفحة
القطع: المتوسط
