زينب فوّاز.. رائدة من أعلام النهضة العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يؤكد كتاب «زينب فوّاز» الذي أعدته زينب نبوّه بحبوح، أن زينب فواز، رائدة من روّاد أعلام النهضة الحديثة. وهي أديبة ومفكّرة وشاعرة. وتتميّز عن سواها من رائدات النهضة بعصاميتها، إذ خاضت غمار قضية تحرير المرأة لنفسها وبنفسها، وحدها ومن دون رعاية. وهي ابنة «جبل عامل» المنطقة الجنوبية من لبنان، المشهورة بوفرة إنتاجها الأدبي والفكري. وزينب فوّاز، المولودة في بلدة «تبنين» إحدى حواضره العريقة، هي ابنة هذه المنطقة.

توضح معدة الكتاب، أن اسمها الكامل «زينب بنت علي بن حسين فوّاز» 1846 1914 م. ويقترن اسمها عادة، بأسماء الكبار الذين نبغوا في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، الذين شكلوا «المدماك» الأوّل في بناء النهضة الفكرية.

وقضت زينب سنوات من طفولتها في قلعة تبنين، التابعة لآل الأسعد، وما لبثت أن استرعت انتباه السيدة فاطمة الخليل، زوجة علي الأسعد، فاهتمت بها وعلمتها القراءة والكتابة وشجعتها على طلب العلم، وكان في بيت الأسعد مكتبة كبيرة، تحوي مخطوطات نادرة وكتباً قيمة، وجعلت زينب هذه المكتبة شغلها الشاغل، ثم دخلت ميدان الحياة الزوجية، فتزوجت محمد حمود الفواز، أحد أقاربها، ولم تبق معه طويلاً بسبب التفاوت الفكري والثقافي بينهما، فلم يلبث أن طلقها لعدم تمازج طبعيهما.

وكانت مصر موئلاً لطلبة العلم والمعرفة ومقصداً للعاملين في الحقول الصحافية والفكرية، من لبنانين وسوريين، وكان أخوها محمد علي فوّاز مقيماً هناك، لأنه درس الحقوق فيها، فذهبت إليه. وتقول السيدة فوزيّة فواز: «كان من الطبيعي لفتاة طموح كزينب فوّاز أن تتجه أنظارها وآمالها إلى مصر، فسافرت، مثلها مثل أقرانها من أدباء الشام، بمساعدة أخيها أو معه».

يبين الكتاب أنه أبدت الفتاة في مصر، ذكاء خارقاً ووعياً عظيماً لاغتنام الفرصة الذهبية التي أتيحت لها، فلفتت بذكائها، نظر حسن حسني الطوبراني صاحب جريدة «النيل»، فتتلمذت على يديه، وأخذت عنه علوم الصرف والبيان والعروض، وتلقت علوم النحو والإنشاء عن الشيخ محمد شبلي.

واكتملت شخصيتها الأدبية في مصر، وراحت تكتب في شتى الموضوعات السياسية الاجتماعية. وكانت زينب فوّاز ترى أن نضال المرأة العربية جزء من نضال نساء العالم من أجل المساواة والحرية..وهي أيضاً، أول من طالب بتحرير المرأة في العالم العربي، حتى قبل دعوة قاسم أمين، وعائشة التيموريّة.

وتناولت زينب فوّاز موضوعات كثيرة متنوّعة، فتحدثت عن الصداقة والوطنية والجوع والمرض، والدعوة إلى طرد الاستعمار. ووصلت شهرة زينب إلى سوريا، وأعجب بأسلوبها الكاتب السوري أديب نظمي الدمشقي، رئيس جريدة «الشام». وانتهى هذا الإعجاب بالزواج.

إلا أنّ هذا الزواج لم يدم أكثر من ثلاث سنوات، إذ انتهى بالطلاق، ثم تاقت نفسها إلى العودة إلى القاهرة، لتتابع حياتها الأدبية والفكرية. ويبدو أنّ الأديبة كانت تنوي العودة إلى «تبنين»، ولكن المرض ألم بها وحال دون تحقيق أمنيتها، وبقيت على هذه الحال، إلى أن توفيت في السابع والعشرين من كانون الثاني عام 1914.

الكتاب: زينب فوّاز رائدة من أعلام النهضة العربية الحديثة 1846 1914

تأليف: زينب نبّوه بحبوح

الناشر: منشورات وزارة الثقافة ــ دمشق 2013

الصفحات: 200 صفحة

القطع: الكبير

Email