مراجعة الجهاز المفاهيمي النحوي وآلياته

أنطولوجيا المعرفة اللغوية..عربياً وعالمياً

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يحتوي كتاب "أنطولوجيا المعرفة اللغوية"، لمجموعة مؤلفين، والذي أعده مؤيد آل صونيت، مجموعة من البحوث العربية والعالمية، التي تناولت سؤال ماهية اللغة، بغية مراجعة الجهاز المفاهيمي النحوي وآليات اشتغاله، معرجاً على دراسة علاقة الأنساق الثقافية بالأسطورة والأدب والتصوف، والشكلانية الســيبويهية.

والتحليل التداولي والحجاجي للاستعارة، من دون أن ينسى التوقف عـــند الدلالة النحوية في الشعر. والبحث في ظاهرة تعدد الأوجه النطقية في اللغة العربية، والحداثة التكنو- أدبية في عصر القلق المستمر، ناهيك عن الوقوف عند العمودية في قصيدة النثر. والإيضاح في علل النحو.

وبما ان الكتاب مهدى إلى الدكتور العلَامة صاحب جعفر أبو جناح، فإن البداية كانت جولة في فلسفته اللغوية، من حيث اعتقاده في أن اللغة تتحول مع الاستعمال إلى لغة نحوية وظائفية ذات مهمات فكرية، من غير أن يؤدي ذلك الاستلال إلى انمحاقها بقدر ما يفرز ظهور أبعاد جديدة ومتجددة، تجعل من اللغة مثورة للعقل والحاضنة اللغوية للذهنيات.

فأبو جناح لا يستطيع إلا أن يربط بين التصور وما يفترض أن يكون واقعاً. وهذا هو سر درسه الفلسفي للغة. فأبو جناح كان له السبق في نزع القداسة واليقين في أحكام نحوية ولغوية اكتسبت مردوديتها المعرفية بالقدم ليس إلا , وقد آن الأوان لمراجعتها.

يتناول الكتاب نظرية اللغة عند هيلمسليف، التي فتنت باللغة ودلالاتها الخارجية. فاللغة تعد وفقاً لهذه النظرية مفتاحاً "لنظام الفكر الإنساني"، ولطبيعة النفس البشرية، حتى انها يمكن أن تسهم في وصف خصائص الأمة، وأن تفتح الباب لفهم كل من أسلوب الشخصية والحالات النفسية والطباع الاجتماعية. فاللغة هنا أصبحت ذات أبعاد نفسية ومنطقية واجتماعية، من غير أن تتحول إلى غاية، ذلك لأنها وسيلة لمــعرفة، يقع موضوعها الرئيس خارج اللغة نفسها. إذ أصبحت اللغة موضوعاً ليس من أجل دراسة اللغة، بل الظواهر التي تتجه إليها اللغة.

أما حيدر سعيد، فإنه يتوقف مطولاً عند تحليل شكلية سيبويه النحوية.

ويحدثنا علاء جبر محمد، عن أهمية " الحداثة التكنو- أدبية"، من حيث ان لكل عصر أدبه وثقافته التي تعكس رؤاه ومستوى تقدمه المعرفي والتكنولوجي والمعلوماتي.

كما يفسر مشتاق عباس معن "ظاهرة تعدد الأوجه النطقية في العربية"،

وفي وجه عام، يمثل الكتاب جولة واسعة في فلسفة اللغة المعاصرة.. ومنطلقا لتجاوز الكثير من الدراسات المنتشرة، لكونه يجمع بين بحوث تناولت النظريات العالمية في علم اللغة.. ودراسات تطبيقية تناولت مجالات شعرية ونثرية وتراثية في اللغة العربية. إذ إنه كتاب يجمع بين التراث والمعاصرة، بين الفلسفة و اللغة، وبين النظرية والتطبيق.

ويطال في موضوعاته رمزيات ودلالات اللغة. وكذا ارتباطاتها بسياقات الحياة، كاملة. ويتبدى من طبيعة المقالات التي تضمنها الكتاب، الرؤية التحليلية النافذة، التي تربط المسألة الثقافية بمنحى فكري دال، ينبني على ركائز ايحاءات اللغة وتوجهات نوعاها في خدمتها للحياة الانسانية الفكرية. واللافت في مساقات بحث المشاركين في العمل، أن الدراسات طالت شتى لغات العالم.

ولم تقصر عن تغطية بانورامية شاملة لمناطق وأرجاء متنوعة فيه. وهو ما يفيد في تقديم دراسة بانورامية شاملة. تبدي مدى أهمية اللغة في مساقات البنية الفكرية المعرفية لدى كافة الشعوب. ولا بد أن طبيعة المشاركات التي تضمنها الكتاب، تحوز اهمية وقيمة كبيرين، ذلك بفضل نخبة البحاثة الذين اسهموا فيها. خصوصا وانهم اعتنوا بتعمق وحرفية، في إظهار ماهيات العلاقة بين الأنساق الثقافية والأسطورة والأدب والتصوف.ة.

 الكتاب: أنطولوجيا المعرفة اللغوية.

إعداد: نخبة من الباحثين

تأليف: مؤيد آل صونيت

الناشر: "العربية للعلوم ناشرون"- مكتبة عدنان- بيروت 2012

الصفحات: 373 صفحة

القطع: الكبير

Email