استقر في قلب العاصفة وترجم معايشاته أعمالاً أدبية مؤثرة

حنا مينه.. حارس الشقاء والأمل

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يتتبع كتاب "حنا مينه.. حارس الشقاء والأمل"، لمؤلفه نذير جعفر، محطات حياة وإبداع الأديب السوري، حنا مينة. ويبين مؤلف الكتاب، أنه ولد في مدينة اللاذقية عام 1924، وعاش طفولته متنقلاً ما بين السويدية وأرسوز والأسكندرونة . وحاز على شهادة الدراسة الابتدائية في عام 1936، ثم انتقل إلى بيروت، وبعدها إلى دمشق في عام 1947، حيث عمل في جريدة "الإنشاء ".

كما أسس مع عدد من الأدباء، رابطة الكتاب السوريين عام 1951. وتنقل ما بين الصين والمجر والاتحاد السوفييتي، بدءاً من عام 1959 على مدى عشر سنوات، منفياً عن وطنه. وإثر عودته إلى سورية، عمل في وزارة الثقافة خبيراً في مديرية التأليف والترجمة والنشر. وترجمت أعماله إلى الكثير من اللغات الحيّة، وأعدّ بعضها للسينما والدراما التلفزيونية. وحاز على عدد من الجوائز العربية، منها: جائزة سلطان العويس، وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة.

يوضح نذير جعفر أن حنا مينه استطاع أن يضع الرواية في مسارها الفني الأصيل، كما أفلح بدأبه وصبره ومواصلته الكتابة، في أن يجدّد باستمرار في موضوعاته، بدءاً من عالم البحر والموانئ والصيادين، ومروراً بالريف وظلم المالكين وبؤس المرابعين، وعالم الحارة الشعبية، وأحياء الصفيح على أطراف المدن، وانتهاءً بعالم الغابة والصراع من أجل الحياة، وما تبعه من تنويعات في تقديم صورة الآخر.

فهذه العوالم ظل مخلصاً في تقديمها إلى التيار الواقعي حيناً، والنقدي حيناً آخر، ولفت لديه الواقعية الخصبة التي لا يرتهن خطابها للدعوة الإيديولوجية المباشرة وسلطتها. إذ نجده يفصل نصوصها على مقاسها، بل يرتهن للإصغاء إلى تدفق بحر الحياة وتياراته الصاخبة المتصارعة، مشخصاً الواقعي الموضوعي، ومستشرفاً آفاق تحولاته، وذاهباً إلى أبعد مدى في تنويع أشكال وتقنيات السرد، فاتحاً كل النوافذ التي تضيء عتمة الحياة وتعري النوازع البشرية، وتحث على الكفاح من أجل عالم أفضل وأجمل.

يشير المؤلف إلى أن حنا مينه نوّع في أساليبه الفنية وتقنياته في المستويات اللغوية المتباينة للحوار، وفي تقديم الحدث وبناء الشخصية، ونسج الحبكة، موظفاً بذلك الأسطورة والحكاية الشعبية، ومطعماً السرد بمسحة من الفانتازيا، من دون أن يغادر نزعته الواقعية أو يفرط بالإيقاع الدرامي المتنامي وعنصر التشويق.

كما انه استبطن دواخل أبطاله، ورصد تداعياتهم وتنوع أشكال صراعهم، ما جعل عالمه الروائي موسوعة لنماذج إنسانية غنية في فرديتها وفي دلالتها على مجتمعها وعصرها، وتمثيلها لهما في آن معاً. وبرز اهتمامه بالمرأة، فظهرت لديه في صور ونماذج متعددة، منها صورة الأم الصابرة المضحية التي تواجه شروط حياتها القاسية، وشخصية المرأة المستهترة الجريئة، وغير ذلك من نماذج وأوجه.

ويبين جعفر ان حنا مينه يبدو متعاطفاً مع المرأة، فهي موضع اضطهاد مضاعف من الرجل والمجتمع وموضع قهر واستلاب، لكنها تتجاوز جراحها لتصبح سنداً ومنفذاً للرجل، بل نقطة تحول جذري في حياته.

كما ان حنا مينه فهم أن للأدب رسالة ووظيفة، ورسالته النفاذ إلى جوهر الحياة.

 المؤلف في سطور

 نذير جعفر. أديب سوري. ولد في حلب عام 1956. حصل على الإجازة في اللغة العربية من جامعة حلب عام 1979. ثم على دبلوم اللغات السامية عام 1996. عمل أمين تحرير مجلة "البيان" الكويتية، عام 1994 2003. صدر له أعمال عديدة، منها: رواية القارئ، الرواية والتأويل، مرايا التلقي.

 الكتاب: حنا مينه "حارس الشقاء والأمل"

تأليف: نذير جعفر

الناشر: سلسلة أعلام الأدب السوري الأمانة العامّة - دمشق 2012

الصفحات: 104 صفحات

القطع: الكبير

Email