«كوكب الشرق» في ضيافة زايد

«أم كلثوم في أبوظبي» يوثّق محطة من الفن الجميل

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

اتسمت علاقة معالي محمد المر، الأديب ورئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، بالفن الراقي بحنين لا حدود له إلى موسيقى وأغنيات الزمن الجميل، فجعل رحلته الإبداعية طريقاً إلى «أم كلثوم في أبوظبي»، عنوان كتابه الذي وقّعه أخيراً في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، في إطار احتفالات الدولة بـ «عام زايد» وذكرى إحياء أم كلثوم حفلي غناء وزيارتها العاصمة الإماراتية عام 1971، ومرور 5 سنوات على تولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي.

حدث استثنائي

المدهش في كتاب «أم كلثوم في أبوظبي» ما ذكره الأديب المر في مقدمته، عندما قدمت سيدة الغناء العربي إلى أبوظبي عام 1971، كان المستمعون والمحبون غناءها كثيرين، وكانت شعبيتها في الإمارات لا تقل عن شعبيتها في دول الخليج والجزيرة العربية وباقي الدول العربية.

بل إن هناك العديد من أبناء الإمارات من عشاق فن وغناء أم كلثوم كانوا يسافرون إلى القاهرة في عقد الستينيات لكي يستمتعوا بغنائها في حفلاتها الشهيرة على مسارح القاهرة كل ليلة خميس من كل شهر، وبعض أولئك المعجبين تعرف إلى أم كلثوم وارتبطوا معها بعلاقة صداقة.

لافتاً إلى أن قدوم «كوكب الشرق» إلى أبوظبي كان حدثاً موسيقياً وغنائياً استثنائياً، عكسه التصفيق المرحب بها من معجبيها عند إطلالتها في حفليها بأبوظبي، الأول في الثامن والعشرين من نوفمبر 1971، وتغنت فيه «أغداً ألقاك» في قصيدة للشاعر السوداني الهادي آدم، وألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب، و«الحب كله» للشاعر الغنائي أحمد شفيق كامل، وألحان الموسيقار بليغ حمدي، ليتردد غناء سيدة الغناء العربي في جنبات مسرح الاحتفالات بيوم الجلوس الخامس، أما في الحفل الثاني ليلة الثلاثين من نوفمبر من العام نفسه، فغنّت «دارت الأيام» وشدت بـ «القلب يعشق كل جميل».

دعوة «كوكب الشرق»

كتاب الأديب محمد المر يبدأ بنص الدعوة التي تلقتها «كوكب الشرق» من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وشملت تقديراً كبيراً لفنانة عربية راقية أسهمت في النهضة العربية الفنية والحضارية، وفنانة وطنية غنت لآمال وآلام بلادها وأمتها،.

وكان ذلك واضحاً في جهودها لإحياء حفلات غناء في مختلف دول العالم بحيث يعود ريعها لدعم المجهود الحربي المصري بعد العدوان الإسرائيلي في الخامس من يونيو عام 1967، وأعلنت أم كلثوم قبولها الدعوة الكريمة، وقالت إنها ستبدأ موسمها الغنائي الشتوي من أبوظبي تحية منها للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

بين أقسام الكتاب يستعرض الأديب المر زيارة «كوكب الشرق» إلى أبوظبي بتفاصيلها، كما يتناول الاحتفالات التي كانت تقام بمناسبة يوم الجلوس، مشيراً إلى أنه في السنوات التي أعقبت تسلّم الشيخ زايد حكم إمارة أبوظبي كان يتم الاحتفال كل عام بيوم جلوسه الميمون، باستثناء عام 1967، حيث أمر بإلغاء احتفالات يوم الجلوس في تلك السنة، تضامناً مع الدول العربية التي تعرضت لعدوان 5 يونيو 1967.

عام مفصلي

وعن عام 1971 الذي كان مفصلياً في تاريخ أبوظبي والإمارات، يتحدث الأديب المر عن أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قد بذل جهداً جباراً لتكليل جهوده الاتحادية بالنجاح، والمطّلع على يومياته في هذا العام يجدها حافلة بالزيارات الدبلوماسية لمختلف الدول العربية والعالمية مثل مصر والمغرب وباكستان وبريطانيا، كما يجد أن يومياته حافلة أيضاً بالنشاط السياسي الداخلي الذي تمثل في استقباله العديد من الوفود الدبلوماسية، وفي اجتماعاته المتواصلة مع حكام الإمارات للإعداد للحدث الكبير الذي سيتكلل بإنشاء دولة الإمارات العربية المتحدة.

وفنّد الأديب المر زيارة «كوكب الشرق» إلى العاصمة الإماراتية، متبعاً ذلك بمجموعة من الصور توثّق رحلتها من مطار القاهرة إلى أبوظبي. ويستعرض الكتاب لقاء القائد، ويوثق صورها مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما يتناول صور حفلها الثاني وزيارتها كورنيش أبوظبي.

ويختتم الكتاب بسيرة «كوكب الشرق» المبدعة، التي صاغها ناصر عراق، بينما كتب إلياس سحاب عن حفلاتها خارج مصر، ونظرة فنية لأغنيات حفل أبوظبي بقلم د. أحمد إبراهيم مصطفى عبدالله، إلى جانب قصيدتين من الشاعرين سلطان العويس ومانع العتيبة، تحية لأم كلثوم.

الكتاب:«أم كلثوم في أبوظبي»المؤلف:محمد المرالناشر:الأرشيف الوطنيالصفحات:227القطع:الكبير

Email