«ميشال ستروغوف» لجول فيرن رواية المغامرات الشائقة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ولد جول فيرن في فرنسا في مطالع القرن التاسع عشر 1828، قرن كلاسيكيات الروايات العالمية الكبرى، غير أنه وعلى غير عادة أبناء جيله، تخصص في أدب المغامرات والخيال العلمي، فكان رائداً في فنه استقطب عدداً كبيراً من القراء والمعجبين المتحمسين لانتشار هذا النمط من الروايات..

وعلى رأسهم ناشره (هتزل)، الذي ارتبط اسمه باسم جول فيرن وفق عقد احتكاري بينهما، راهن من خلاله الناشر على ممكنات جول فيرن الإبداعية، ولم يخيب فيرن آمال ناشره، إذ تتالت أعماله الروائية واحدة تلو الأخرى، إلى أن بلغ القمة في روايته الشهيرة «حول العالم في 80 يوماً» عام 1873، وقد حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً ليس في باريس وحدها، وإنما في العالم.

ووفق ما ذهب إليه دارسوه ونقادُه، فإن روايته «ميشال ستروغوف»، التي جاءت بعد ثلاث سنوات، فاقتها شهرة، ودرت عليه الكثير من المال..يمكننا وصف هذه الرواية بأنها فائضة بإنسانيتها.

تجلٍ

كان جول فيرن ذا نزعة إنسانية وقد تجلت هذه النزعة في مقاصده الفكرية بالارتحال إلى روسيا القيصرية المضطربة سياسياً أيام القيصر ألكسندر الثاني، وإمتاع جمهور قرائه في وصف هذه البلاد الشاسعة وأنماط عيش شعوبها، وذلك من خلال الاختيار الموفق لبطل روايته وهو الضابط الروسي ميشال ستروغوف، الذي استُدعي على عجل..

وطُلب منه أن يوصل رسالة إلى حامية قلعة «أركوتسك» في سيبيريا، مفادها أن عليهم اتخاذ الحيطة لأن ثمة ضابطاً قوقازياً اسمه إبفان أوغاريف، اتفق مع التتار على فصـــل سيبيريا عن روسيا، وإلى ذلك كان هذا المنشق قد وزع جواسيسه في كل مكان، وأقام عدداً من الحواجز التي تراقب المسافرين إلى إركوتسك.

استدعاء ناديا

كانت المسافة شاسعة بين موسكو وإركوتسك وتبلغ نحو 5 آلاف كيلو متر، ولأجل التمويه والحيطة استُدعيت ناديا ابنة المنفي السياسي في سيبيريا، لكي تكون رفيقة سفر ستروغوف، ذلك على أنها زوجته، ووعدوها برؤية أبيها هناك، ومن ثم أعطيا وثيقة زواج مزورة وسافرا معاً نحو وجهتهما.

كان ستروغوف نموذجاً فذاً للإنسان الذي يتحدى الصعاب كافة..ما دفع بناديا إلى حبه بعدما كانت تبتعد عنه لكونه ضابطاً في جيش القيصر الذي نفى والدها، والمغامرات التي خاضها ستروغوف هي أشبه بحبكات سردية مثيرة وشائقة أقامها الروائي لجذب القارئ إلى عوالم المغامرة والتعاطف مع البطل الذي يتعرض لملاحقة الجواسيس منذ وصوله إلى أول محطة باتجاه سيبيريا..

ومع ذلك حاول مراراً التخلص من الملاحقات لكنه يقع مع ناديا في أسر التتار، وفي معسكرهم سيبدو جلياً علاقة إبفان أوغاريف مع خان التتار فيوفار.

1965

قدمت السينما الفرنسية فيلماً عن الرواية عام 1956 من إخراج كارمن غاللون. وبطولة كورد جورغنز بدور ستروغوف وجنيفياف باج بدور ناديا..

فضلاً عن عشرات الممثلين الكبار ومئات المجاميع، إن لم نقل آلاف، بما يشبه تلك الأفلام العظيمة التي قدمتها السينما الأميركية في زمن السينما سكوب وألوانها الزاهية، مع انفتاح الشاشة على آخرها والاستمتاع بالمشاهد الطبيعية للجبال والأنهر وإدارة المعارك في السهول الواسعة بين القوقاز بلباسهم التقليدي المعروف..

والتتار ومهاراتهم القتالية وتقاليدهم ونظام الطاعة الصارم، الذي يخضعون فيه للخان، فضلاً عن الاحتفالات الراقصة في الساحة العامة، بينما ميشال ستروغوف يعاني في الأسر، ثم يُتخذ القرار بسمل عينيه في الاحتفال ذاته، بينما حشود الجند والأهالي تملأ الساحة فضلاً عن ناديا وبقية الأسرى الذين أتيح لهم المجال لمشاهدة تنفيذ هذه العقوبة القاسية.

المشهد السينمائي في هذه اللحظات العصيبة كان مثيراً، فقد ربط ميشال ستروغوف إلى عمود وسط الساحة، وثبت رأسه بإحكام، ثم أتى الجلاد الذي سيقوم بالمهمة.. وهو يرفع السيف ويمرره قرب عيني البطل وحينها تركض ناديا إليه بقطعة من الثياب وتعصب عينيه.

مفاجأة

المفارقة حينها أن الجميع سيظن أن عيني ستروغوف قد سُملتا. ولذلك يُترك لناديا التي ستبدأ برعايته، بينما في الحقيقة كان ثمة مؤامرة صغيرة تمت بين الجلاد وإحدى جواري الخان إذ استجاب الجلاد الخبير لرجائها، ولم يسمل العينين بشكل كامل.يتمكن ستروغوف وناديا من الفرار والالتحاق بمجموعة من الفارين على متن قارب خشبي نحو القلعة، هناك ..

حيث يلتقي الضابط الخائن إبفان أوغاريف، الذي كادت خطته أن تنجح لولا وصول ستروغوف وإلقاء القبض عليه، ليتم بعدها الاستعداد لخوض المعركة الفاصــــلة مع التتار. وكان مشهد المعركة مثيراً .

وأخيراً، ينجح ستروغوف وحماة القلعة في فك الحصار والانتقال إلى الهجوم نحو قيادة التتار، وهناك يتواجه مع الخان ويقتله.وتظهر الجارية فتخبره عن سر إنقاذها له..ويتركها لحال سبيلها، ويمضي نحو حبيبته ناديا.

Ⅶإحدى روائع الكاتب الذي تخصص

في أدب المغامرات والخيال العلمي

Ⅶمؤلف العمل كان رائداً في فنه واستقطب عدداً كبيراً من القراء والمعجبين

Ⅶرواية فاقت «حول العالم في 80 يوماً» شهرة وحققت نجاحاً نوعياً

Ⅶحبكة حبلى بالنزعة الإنسانية تنتصر للقيم وتشيد بمن يتحدون الصعاب

Email