عوالم كتاب

«المنهج الذي لا يُدرَّس»

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل نحتاج للوعي؟ هل الوعي يساوي العقل أو الذكاء؟ ما أهمية الوعي من وجهة نظرك؟ هل تشعر بالخواء الداخلي وأنت تلهث لإرضاء المجتمع وأسياده؟ هل أنت سيد نفسك وتعي قيمة نفسك الفعلية؟ كتاب «المنهج الذي لا يُدرَّس» يجيب على ذلك وأكثر في رحلة حقيقية للترقّي بسبر أغوار النفس للضبط الانفعالي والنضج الحقيقي لمجتمع أفضل.

تبدأ د. خولة فؤاد علي مقدمتها بعد الإهداء والتعريف بنفسها وهي تضع يدها على الخلل التربوي في انتهاج منهج واعٍ فعلاً بمتطلبات النفس وشحذ همتها حال فتورها للتعلم لتصل إلى أهمية «منهج النضج والوعي الحقيقي»، وقبل أن تبدأ منهجها تقدم «نبذة عن رحلتي»؛ فتتحدث من عمق سيرتها والدروس التي توصلت إليها لنستوعب أسباب هذا المنهج أكثر.

فتبدأ بأساس المنهج وهو «الوعي»؛ توضح أهميته ثم ماهيته ومراحله مع تمارين عملية تساعدك لتطبيق المنهج وفهمه ثم تنتقل إلى جوهر المنهج الذي يتمثل في «قيمة نفسك»؛ فتوضح أن الانتقاص من قدر الذات هو الأساس في مشاكلنا موضحة أكثر صوره وعلاماته بالمقابل توضح علامات أصحاب القيمة العالية وتناقشهما لتؤكد أن هذا الشعور يتبادر للجميع وتختم بعلاج ذلك فيعرف كل فرد قيمة نفسه ويكتشفها أكثر.

وفي باب «مطبات المنهج»؛ تناقش «القلق والتوتر» موضحة أنواعه وأسبابه وكيفية التغلب عليه؛ لتنتقل إلى «الشلل والتسويف» وتعني به الشلل الفكري فتوضح أسبابه وكيفية علاجه وتكمل أكثر في «التعب والإرهاق» فتناقش هذه الظاهرة في واقعنا المعاصر موضحة مصادرها وأنواعها ووسائل التخلص منها؛ ليأتي بعدها «الخوف» فتلتفت إلى أهمية خوض التجارب للتغلب على الخوف والتمكن منه ثم تعالج أكثر «الإحباط» و«التشتت والضياع»؛ لتختم هذا الباب بمعالجة «الوحدة وعدم الانتماء».

وتستهل باب «مطبات مع البشر» بمعالجة «المنافسة والمقارنة» و«التنمر والإساءة» و«التهميش» و«الخلافات»، إضافة إلى «الاستغلالية» و«السطحية»؛ لتختم الكتاب بـ«محصلة المنهج» الذي يتمحور حول «التميز الحقيقي». وأخيراً التساؤل المحوري «كيف تقيم أداءك بالرحلة؟».

كتاب علمي موضوعي تربوي جمع بين لغة المعلم والطبيب؛ فكانت بنيته منهجية تعليمية أما في لغته فكان أشبه بالطبيب الذي يُعنى بتوصيف الحالة وتشخيصها ثم تقديم علاج لها؛ فيخاطب الذات ويدعو للعناية بها والتصالح معها وأثر العالم الخارجي يأتي بعدها فيصل القارئ للنظرة الواعية في التقييم والإنجاز بسعادة وإلهام قدر الإمكان.

 

Email