قيل إن الحكمة هي ملخص الماضي، والحكمة هي خلاصة عقل يتأمل؛ كتاب «اخلع حذاءك» يقدم لنا تأملات على سبيل قصة أو حكايا الجدات مع وهج الحكمة والاستنتاج.

يبدأ بمقدمة للروائي باولو كويلو كتوصيف للكاتب والكتاب ثم تأتي مقدمة ياسر حارب ليستهل بعدها بعنوان «مملكة الإسكافي»؛ يوضح فيه أهمية اقتناص الفرص ليتابع «العابرون المسرعون» ينتقد فيها الانشغال المفرط والازدحام؛ ليأتي بعده «أعشاب جدتي» يحكي فيه عن عادة جدته في التداوي بالأعشاب والعناية بالناس.

ثم يتساءل «كيف تبلغ المدينة الفاضلة؟»؛ لينتقل بعدها إلى «علم البحر» يبحر في ثقافة السفينة والشراع. أما «الفائضون عن اللزوم» فيحكي فيه تأملات في الموت والحياة؛ ليعود من جديد في «الشيلة» إلى الجدات والعطاء بينما في «طواحين الخوف والتردد»؛ ينتقد ثقافة الإفراط في التخويف في التربية.

وفي «روح الاتحاد» ينسج قصة فيها من ثقافة البحر والسفن وقيم حياة الماضي بوحي قصة اتحاد الإمارات ليختمها بقول الوالد: زايد بن سلطان آل نهيان ثم ينتقل في «هوامش» إلى أهميتها في الحياة كمساحة للصدق والعفوية، وفي «العصفور والخفاش» يؤكد أهمية مخاطبة الآخرين بقدر عقولهم بينما في «من أين يأتي الإلهام؟» يلتفت إلى أهمية الاستعداد للإلهام.

وبعد «كنز البدوي» يتساءل «لماذا نكتب؟» لينتقل بعده إلى «الساقي» يحكي فيه عن ملامح الماضي ليصل إلى عنوان الكتاب «اخلع حذاءك» يناقش فيه التعريف المثالي للسعادة؛ ليحكي لنا بعده عن «النهّام» في «بُلْبُل البحر» وكيف يبعث بصوته الأمل يتابعه بأثر الامتنان في «العامِلُ المَنْسي»، وبعد «عبور الصحراء» يتساءل «لماذا يكتبون الرسائل؟».

ويعود إلى ملامح الماضي وقيمه في «محبّة مُبَلَّلة»، وبعد «قبل النوم» يتساءل «هل الربع خالٍ؟»؛ ليتأمل أكثر في «ماذا فعلت بنا الطائرة؟»، ويتابع بحكايا جدته في «ظِلّ القِدّيسات». أما في «كيف تسلق بيضة؟» يناقش التعليم والشغف البحثي، وفي «ماء مليء بهم» يتحدث عن الأفلاج بينما في «ليتني أشبهك يا روسّو» يلتفت إلى أهمية الإيمان بالذات.

وفي «سوق الحياة» يؤكد أن رزقك مقسوم ليبحث عن السعادة في «اليوم الأول»، ويحكي عن سباقات الهجن في «البعير بلال» ثم يتأمل في «الأشياء التي تعبرنا» حتى نهاية الكتاب.

يستقي الكاتب من معين الحكمة ويراعي المُخاطب والمقام بطرح عميق ما بين قصة وتأمل واستنتاج إلى شيء من سيرته وتأملات يحفها عبق الأصالة وحكايا الجدات يغلفها بوحي قيم الماضي وصوته ورائحته وضيائه بلغة معاصرة سهلة قريبة جداً.