يستخدم الكاتب السوري عبد العظيم إسماعيل للتعبير عن قضية ما، أو شعور ألمّ به أكثر من وسيلة؛ شعراً أو نثراً، لأن الأدب من منظوره بمختلف أنواعه هو نبض للحياة أولاً وأخيراً.

كثيرون يتأثّرون بأحداث شخصية، أو عامة وقد تختلف طرق التعبير عن إحساسهم، أو ردّة فعلهم بالبكاء والصراخ، الصمت، الحزن، الفرح، وغيرها من الطرق التي لا حصر لها.

من خلال إصداراته القصصية ومنها «رحلة إلى الحياة» و«اغتيال حلم» يعيش الكاتب عبدالعظيم قصصاً إنسانية واقعية عاشها مجموعة من السوريين ممن عاشوا في زمن الحرب، جمع من خلال قصصهم عاطفة الإنسان الحقيقية، وهنا تكمن مفاتيح الإبداع والقدرة على جعل القارئ يعيش مع الشخصيات التي تعطيه كل الأحاسيس السابقة، وليتفاعل معها سلباً، أو إيجاباً.

حاول الكاتب نقل بعض الأحداث في سوريا على لسان أصحابها دون الانحياز إلى رأي معين، فقضيته الأولى هي سوريا الأم وطن الجميع بكل الأطياف. فمثل هذه الأعمال الواقعية تعتبر توثيقاً أدبياً اعتمد فيه الأسلوب القصصي لأحداث مهمة في تاريخ سوريا التي أرهقتها الحروب، ودفع عموم أبنائها ثمناً دامياً.

وأراد في مجموعته القصصية «اغتيال حلم» أن يضع القارئ مع أبطال العمل وجهاً لوجه، وقال: أردت أن يشعر القارئ بالتعايش مع أبطال العمل، والتأثّر بردود أفعالهم سواء كانوا ضحايا، أو قتلة أو تجار رأي وحرب، ليكون الاغتيال معلناً والثمن هو الدماء.

وأضاف: لا ننسى وقع الأحداث القاسية على أمّ غُرّبت قسراً بـ«ثلاثية الاغتراب والحنين»، وأم فقدت ابنها من قبل زوّار الفجر بـ«الصورة»، وأمّ كادت أن تفقد ابنها الوحيد في تفجير مفخّخ كما في «اغتيال حلم»، وحتى المواطن العادي لم يكن بعيداً عن الأذى من قبل بعض الجهات بـ«العم جابر»، وكذلك من أراد أن يعبّر عن رفضه للظلم والقهر بطريقة سلمية فكان الثمن حياته كما في «الشرفة البيضاء».

ويرى أن «اغتيال حلم» ستترك أثراً بليغاً في نفوس القرّاء؛ لأنها تعالج قضايا واقعية، حقيقية ومصيرية، اكتوى بنارها كل إنسان في هذا الوطن بطريقة، أو بأخرى.

أما عمله الروائي «رحلة إلى الحياة» فيوثّق من خلال رحلة هروب حقيقية من مدينة الرقة السورية الجريحة خلال سيطرة التنظيم المتشدّد.

وحول جديده يشير إسماعيل إلى أنه بصدد إصدار عمل آخر جديد قيد الطباعة، يلقي الضوء على اللاجئين السوريين ومعاناتهم، وآثار اللجوء السلبية.