يتميز كتاب «كلمات في المسرح»، لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بثراء مضمونه ودقة معالجاته، خاصة في طبعته الجديدة، الرابعة، الصادرة، أخيراً، عن منشورات القاسمي متضمنة إضافات جديدة من رسائل سموه إلى المسرحيين أينما وجدوا، والتي ألقيت في مناسبات عدة، لتؤكد رؤية سموه الخاصة التي تضع المسرح في قلب الفعل الثقافي المحلي والعربي والنهوض الحضاري المنشود، باعتبار المسرح المرآة التي تعكس الصورة الناصعة للمجتمع، وتؤكد مرة أخرى تلك المتابعة الدائمة من سموه لأحوال المسرح وهمومه وشجونه، وتعطي إشارات دالة على أن المسرح يقرب بين البشر على اختلاف ثقافاتهم، حيث من المؤمل أن يوزع الإصدار الجديد خلال أيام الشارقة المسرحية في دورتها الثلاثين (2020).

«كلمات في المسرح» يؤكد مرة أخرى، بطبعته الجديدة، تلك المتابعة الدائمة والحريصة من سموه لأحوال المسرح، لهمومه وشجونه، وتعطي إشارات دالة على «أن المسرح يقرب بين البشر على اختلاف ثقافاتهم المتنوعة وانتمائهم الإنساني والكوني، لأن المسرح خطاب عالمي، انطلق من الشعر عبر أماكن العبادة الإغريقية باتجاه تعدد الأفكار وتجديدها وتأصيلها».

الإصدار الجديد يتضمن رسالة سموه إلى أهل المسرح، التي ألقاها بمناسبة يوم المسرح العالمي في مارس 2007 في مقر منظمة اليونسكو بباريس، حيث قال:

«إن العالم الآن هو أحوج ما يكون إلى حركة مسرحية جديدة، بل قل إلى ثورة مسرحية جديدة، في زمن بدأت تنحسر فيه موجة الدعوة إلى التعارف والتآخي بين الشعوب التي كرست «اليونسكو» جهودها لتحقيقها، لتطغى عليها موجة عاتية تهدد مصير الإنسانية بالدمار، وتعلو فيه أصوات نهاية التاريخ، وأخرى تنادي بصراع الثقافات والحضارات وحركات تعمل على إثارة التوترات بين الشعوب والأديان».

كلمات سمو حاكم الشارقة عاشق المسرح تؤكد توجهات مثقف يحمل هموم المسرح على عاتقه، وهو ما تؤكده أيضاً الرسالة الموجهة من سموه إلى المؤتمر الدولي الثالث والثلاثين للهيئة العالمية للمسرح، في 19 سبتمبر2011، في شامين الصينية. يقول سموه:

«نحن في حاجة إلى مسرح قوي، متمرد، يكون بمثابة نداء يعيد النفس، بتقديم المثل، إلى منبع نزاعاتها.. يندد بهذه النزاعات، ويخلق بوسائله التشكيلية والجسمية قوى وإمكانات لتفريغ دماميلنا تفريغاً جماعياً، كما كان يقول المسرحي العبقري أنتونين أرتو (1896 - 1948)».