ليس من السهل الدخول إلى عقل تاجر طيور رديء السمعة من النوع المتمرس في تهريب بيوض الشاهين المخصبة بلفها حول جسمه، أو التدلّي من طوافة على ارتفاع 700 قدم فوق سطح البحر تمرّ بسرعة من فوق جرف القطب الشمالي تمكّنه من غزو أعشاش السنقر الأبيض. إلا أن كتاب جوشوا هامر الصادر أخيراً بعنوان «سارق الصقور» يغوص حتى قرارة نفس سارق الحياة البرية، المهرّب جيفري لاندرام.

بطل الرواية الحقيقية عن المغامرة والخداع والسعي خلف الطائر المثالي، كما يشير العنوان الفرعي لعمل هامر، والذي يطلق عليه البعض وصف «بابلو إسكوبار تجارة بيض النسور»، شخص شرير يخاطر بحياته، لا يعارض دفع الغرامات تكراراً ودخول السجن، يستخدم قوته العقلية والجسدية والمالية سعياً وراء ما يسميه العالم البريطاني المتخصص بعلم الطيور، تيم بيركهيد «الشيء الأكثر مثالية»، ألا وهو البيضة التي يبيعها لزبائن أغنياء في الشرق الأوسط. بغريزة الصياد، يتعقّب هامر مسيرة لاندرم المهنية ويحبك منها قصةً متناهية الدقة، ويصحبنا في رحلة تمتد من حديقة ماتوبو الوطنية في زيمبابوي، مروراً بالخليج العربي وصولاً إلى منطقة إنويت شمالي كيبك. ويركز جوشوا بالرغم من الاستطراد التاريخي على قضية مركزية تتمحور في البحث عن إجابة لسؤاله: لماذا يقوم لاندرم بذلك؟ فالمسألة لا تتعلق بالمال وحسب.

شياطين لاندرم، بحسب هامر تذهب أعمق من المال أو العائلة، لتدور في فلك كل ما هو بعلاقة البشرية الخاطئة مع عالم الطبيعة، بما في ذلك حسّ التملّك والسيطرة والسعي اللامتناهي خلف المخاطر، ونزعة الموت المدفوعة بلذة الصيد، وشعور الخيانة العميق.