أكد الشاعر والمترجم السوري، محمد نزير الحمصي، في حديثه ل" البيان"، أن نتاجات الشعر العربي الحديث، غائبة، في الغالب، عن المكتبات الإسبانية، في وقتنا الحالي.
وقال الحصي، الذي ترجم كتاب «حديث الذاكرة» وقصة «الأمير الثائر» وكتاب «إني أدين»، وبعض الإصدارات الأخرى لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى اللغة الإسبانية : لم تواجهني عقبات أثناء ترجمة نصوص هذه المؤلفات المهمة، ونقل محتواها من اللغة العربية إلى اللغة الإسبانية، بالرغم من اختلاف اللغتين في طريقة صياغة الجملة، فالكتابة باللغة الإسبانية تقتضي وضع نهاية الجملة في مقدمتها، على عكس اللغة العربية، ولكن تكمن الصعوبة في طريقة الكتابة وصياغة الجمل إلى اللغة الإسبانية القديمة، لجعلها لغة إسبانية حديثة ومفهومة للجميع، وهذا ما واجهته عند إعادة كتابة الوثائق التي كانت عبارة عن الرسائل والمراسيم التي أصدرها ملوك إسبانيا المتعاقبون، بعد سقوط الأندلس، والتي أوردها صاحب السمو حاكم الشارقة في كتاب «إني أدين»، والتي يعجز عن فهمها الإسبان غير المختصين في فهم لغة تلك النصوص.
وقد ترجم الكاتب والشاعر والمترجم محمد نزير الحمصي العديد من الأعمال الأدبية من اللغة الإسبانية إلى العربية والعكس، ليكون جزءاً من نقل الحراك الأدبي والثقافي إلى الأجيال.
ويحكي الحمصي عن صعوبة ترجمة الشعر بالذات إلى الإسبانية ومنها: ترجمة الشعر كانت ولا تزال إحدى الطرق المهمة لنقل التراث الأدبي للشعوب، وقد ترجمت الأشعار والمسرحيات الشعرية الإسبانية التي تحمل عنوان «ثلاثية لوركا الريفية» من تأليف الشاعر الإسباني فديريكو غارثيا لوركا، وهي جاهزة للنشر، كما أن المكتبات الإسبانية تكاد تخلو من كتب الشعر العربي الحديث، ما عدا بعض الترجمات القديمة للشعر الجاهلي، وأخرى حديثة متفرقة.
نصوص شعرية
ويقول الحمصي بخصوص مجموعته الصادرة حديثاً: إن الرقم «40» هو سن المعرفة والنضج الذي يمثل فاصلاً بين حماسة الشباب وحكمة الكهولة التي تمنح الإنسان اتخاذ القرار، ويشير الرقم في الدلالة التراثية إلى المبالغة، كما يقول الكاتب.
قصائد الشاعر تحمل ربما سمة القصيدة النزارية، نسبة إلى نزار قباني، في عذوبة كلماتها وبساطتها وغنائيتها وبحورها وموضوعاتها، ومفرداتها التي تعبق بالياسمين والورد والأزهار.
حنين إلى دمشق
يوحي عنوان المجموعة الشعرية الصادرة حديثاً للحمصي، عن «الآن ناشرون وموزعون» بعمان بعنوان «قرار رقم 40»، بالمفاجأة التي تنطوي على قرار موقف ما، فالرقم «40» ينطوي على تأويلات تتصل بعتبة العنوان ودلالاته السيميائية لرمزيات الرقم في الذاكرة، وكلمة القرار تتصل بمداولات وعصف وانتظار يشي بالخوف والترقب.
ويحمل عنوان الكتاب دلالة الدنيا بأضلاعها الهندسية التي تنفتح على الجهات الأربع، ولكل تلك الدلالات معنى الصبر والقبول بالقدر والتسليم بما تفعل الأيام.
وتحوي المجموعة على 20 نصاً شعرياً، ومنها: نسمة الصبح، لا تلوميني، صحوة امرأة، سوف أحيا، رسالة إلى مرأة حالمة، أمنية عاشق، الحب المستحيل، اعتذار، وأحبيني»، وتمثل رسائل حب تتلون مع الفصول بين الشتاء والخريف والصيف والربيع، تتقلب بين الانتظار والحزن واللهفة واللوم والعتب على الحبيب الذي يمتزج صوته أحياناً مع مدينة دمشق التي يشتاق إليها الشاعر في غربته.