الطموح والجدية في العمل، من ميزات الشاب الكاتب مانع المعيني، فهو مستمر في إنتاج وإصدار الكتب المنوعة، والتي تحمل الحس الوطني، والتجارب الشخصية، والقضايا التي تهم المجتمع، كما أطلق سابقاً مبادرة «كشمة»، والتي تساعد الكُتاب على تطوير مواد كتبهم قبل نشرها، وأعدّ وقدّم برنامجاً تلفزيونياً يجمع فيه الأدباء والشعراء، كما أصدر عدّة إصدارات، والتي أعطته خبرة في ما بعد بكيفية التسويق لأعماله، له إصدارات أدبية، منها: «مذكرات شاب فاشل» و«ماريا كرستوفر» و«الشارع الإبداعي» و«حفلة طلاق»، كما قدّم برنامج «حبر وقلم» على قناة «الشرقية» الإذاعية، التي تبث من كلباء، وهو برنامج ثقافي يحاور فيه الكتّاب الإماراتيين، وصاحب مبادرة «من النص إلى الإبداع»، التي تدعم الكتّاب المبتدئين للوصول إلى نشر أعمالهم.
تجربة عظيمة
«البيان» التقت بالكاتب للحديث عن تجاربه الأدبية، وإصداره الأخير «حكايا الميدان»، والذي يتناول تجربته في الخدمة الوطنية عن دار «كتّاب» للنشر والتوزيع، ويقول: «كان الهدف من الكتاب، توثيق تجربتي الاستثنائية في الخدمة الوطنية، وتعريف المجتمع بأهميتها، وترسيخ المفاهيم والمصطلحات العسكرية، والأهم من كل ذلك، هذا الكتاب للأشخاص الذين لم يحالفهم الحظ، أو لا يستوفون شروط الانضمام، ليعرفوا عن الحياة العسكرية أكثر، وفي المقابل، رسالة مهمة جداً للعوائل، حتى يعرفوا ما الأشياء التي يتعلمها المجند في هذه التجربة العظيمة».
وعن الصعوبات التي قد تواجه الكاتب الإماراتي يقول: «صعوبات الوقت الحالي ليست أبداً كما في السابق، فكل شيء أصبح سهلاً من ناحية النشر والانتشار، ولكن يجب على الكاتب أن يفهم دوره الحقيقي، فالكاتب لا يكتب فقط، بل يراجع المادة الأدبية، يسوّق لها، يتحدث دونما انقطاع عن مادته الأدبية، دون كلل أو ملل».
حركة ثقافية
ويؤكد المعيني أن هناك حركة ثقافية وأدبية أكثر من رائعة في دولة الإمارات، والتي تهتم بالثقافة والأدب، ولاحظ أخيراً أن عدداً من المقاهي تنسق ندوات ثقافية أدبية بعيداً عن الرتابة والرسمية، ليفهم المجتمع والمهتمون بالأدب، ما دوره في هذا العالم، وأثرت هذه الحركة الثقافية والندوات الأدبية، وصقلت التجارب الشابة، ودورها أكثر من رائع، ويتمنى المعيني أن يرى في كل زاوية ندوة وفعالية، حتى تزدهر الحركة الثقافية.
وعن سؤالنا على ماذا تعتمد غزارة إنتاج الكاتب، يقول: غزارة إنتاج الكاتب تعتمد على الفكرة، والفكرة تعتمد على خيال الكاتب، بعض الأحيان تختمر هذه الفكر في وقت بسيط جداً، وفي أحيان أخرى، يكون الكاتب حبيس الفكرة مدة من الزمن، حتى يتمكن من إسقاطها على الورق وكتابة المادة الأدبية.
كتاب جديد
وسيصدر مانع المعيني قريباً رواية، إذ يقول: «أتمنى أن تكون هذه الراوية مختلفة عن آخر رواية أصدرتها، والتي كانت في عام 2015، حيث نضجت موهبتي الكتابية أكثر، وتغير أسلوب الطرح، وتدور أحداث الرواية في دول الخليج العربي، عن أم تخفي الكثير من الأسرار، بسبب غموضها ومرورها بعدة مواقف في طفولتها، وأثّرت فيها، ومن باب خوفها على ابنها، ولأنها تحميه من نوائب الدهر، تخفيها عنه، الأدهى من كل ذلك، أنها أخفت عنه هوية والده الحقيقية حتى عمر الثامنة والعشرين، هل سيعرف الابن سبب غموض والدته، والحقائق التي يبحث عنها، سنعرف كل ذلك في الرواية التي ستصدر في معرض الشارقة للكتاب المقبل».