تأملات لمايكل ستينغر حول الوعي والحب والذاكرة والمستقبل

«الروح المتحررة».. أسفار وفضاءات موضوعها الواقع

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

من أنت؟ أنت لست أفكارك العبثية «أنت مخلوق عظيم.. تم منحه فرصة عظيمة لاكتشاف ما بعد الذات». حقيقة يضعها بين يدي القارئ كتاب «الروح المتحررة، رحلة إلى ما وراء الذات» The Un tethered Soul للكاتب مايكل سينغر Michael Singer كتأملات ومراجعات ذاتية تدور حول موضوعات الوعي، الحب، الذاكرة، الموت، المستقبل. الكتاب من إصدار شركة روايات «مجموعة كلمات» أبوظبي 2018، وهو رحلة روحانية سريعة تهبط بك على أرض الواقع في لحظة انعتاق من الهشاشة الداخلية التي تواجه بها العالم من حولك، عبر تقنيات قامت بترجمتها من الإنجليزية إلى العربية د. هيام عبد الحميد.

متعة كبيرة يجدها المتلقي في قراءة هذا الكتاب، المؤلف من خمسة أجزاء تلقي الضوء على ممارسات عادية في حياة الإنسان اليومية، قد لا يعي الإنسان أهميتها بالفعل إلا إذا قرر أن يفرد لها حيزاً من التفكير والسؤال.

ما هذا الصوت؟

يعرض مايكل سينغر تجربة تتكرر ربما بشكل يومي عن تلك اللحظة التي نقف فيها عاجزين عن تذكر أسماء أشخاص نعرفهم يقابلوننا مصادفة فنعجز عن معرفة أسمائهم، ويعلّق سنغر على هذا الموقف بقوله: «في حال أنك لم تلاحظ، ففي رأسك حوار عقلي مستمر لا يتوقف أبداً.. هذا هو بالضبط الصوت. ولو تأملته، ستجد أن ما يقوله كلام بلا معنى ومضيعة للوقت، لأن ما يحدث في الحياة يحدث وفقاً لقوى خارجة عن سيطرتك، فيما ستدرك أن تأثيرك في العالم أبسط بكثير مما تتصور. ومن أجل السيطرة على تفكيرك العبثي، يكفيك أن ترى العالم من حولك بما يمكن أن تسميه ميكرسكوب الوعي، لأن نمو الذات الحقيقي هو عبارة عن السمو فوق ذلك الجزء من ذاتك، الذي ليس على ما يرام».

ما السلام والرضا؟

إن من بين بعض تقنيات تطوير الذات ما يمكن المرور عليه بسرعة وممارسته بيسر. أولاً، تخلص من التفكير في نفسك، ليحل محله التفكير في الحصول على السلام الداخلي والرضى. ولكي تصبح الأمور أكثر وضوحاً في ذهنك وجّه لنفسك هذا السؤال: من أنت في عالم تجهل عنه الكثير؟

إنك في هذه المرحلة لكي تتمكن من الوصول إلى ما يسميه سنغر «إطلاق السراح» أو التخلص من «الشوكة الداخلية»، تحتاج إلى تحضير نفسك للقيام برحلة داخلية تحرز خلالها تقدماً بما يتعلق بتحرير نفسك من الأفكار والمشاعر والعواطف التي تستهلك الجزء الأكبر من طاقتك الذاتية، وتحول دونك ودون الوعي بما يدور حولك، لتبدو كمن يضيع في كوابيسه، في عالم يثير المخاوف.

ما الخوف؟

لا تخف. «الخوف لا يريد أن يشعر بنفسه، هو في الحقيقة يخاف من نفسه.. وأنت بإمكانك أن تختبره وتجربه»، وأن تدرك جيداً كم من الأشياء التي في داخلك ينبغي لك التخلص منها وفي مقدمتها الخوف. إن غالبية الأشخاص يغفلون تماماً عن القاعدة الذهبية التي تتلخص في أن معظم الأفكار التي تدور في أذهانهم غير صحيحة، وعلى الرغم من ذلك لا يتخلصون منها، وذلك هو مصدر القلق والاتهامات التي نوجهها للعالم الخارجي، بينما المصدر هو أنفسنا.

ما هذا الألم؟

لا تكترث كثيراً للألم، فما ستشعر به من ألم أثناء رحلتك الروحانية هذه، إنما هو ثمن الحرية، ومما يشير إليه سينغر في كتابه هو ضرورة الوعي بحقيقة ما يواجهه الإنسان من ألم، وهو يجرب استراتيجيات تحرر الروح. إن أحد المتطلبات الضرورية للنمو الروحي والتحول الشخصي العميق هو التعايش بسلام مع الألم.

ما السعادة؟

ثمة تقنية أخرى تعزز لديك الوعي، هي أن تجيد تقنية «السعادة غير المشروطة»، وهي أن تقرر بجدية تامة أن تكون سعيداً في الحياة دون أن يكون ذلك مرتبطاً بشرط أو التزام، إلا أن تكون سعيداً في حياتك، وسيقودك هذا الشرط إلى التمتع بها.

ما وراء الذات

تأكد أن «هناك جزءاً من وجودنا يتجاوز ذواتنا الشخصية» مرتبط بالروح يشكل علاقتك بربك، بالجمال والتحرر اللذين ستشعر بهما في رحلة ما وراء الذات، ولو كنا نقر بأن التغيير هو سنة الحياة، فلماذا نخاف منه؟

Email