أشرف غريب: ليلى مراد أجبِرت على الاعتزال

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شغوفٌ بسير المشاهير، يوثق تفاصيل وأسرار حياتهم بأسلوب يمس قلب القارئ، ويرسم لهم صوراً عن نجومه يرى أنها خالية من المبالغة والزيف أو التجمل.. إنه الكاتب والناقد الفني أشرف غريب الذي صدر له أخيراً كتاب »الوثائق الخاصة لليلي مراد«. »بيان الكتب« حاور الكاتب لمعرفة كواليس رحلته في البحث والتنقيب وراء وثائق ليلي مراد التي امتدت بحسب تأكيداته، أكثر من 20 عاماً.

دعنا نبدأ من حيث انتهيت.. لماذا ليلى مراد على وجه التحديد التي حرصت على التنقيب في وثائقها الخاصة، وقد مضى على رحيلها أكثر من 20 عاماً؟

كان لدي دافعان مهمان للتعامل مع الوثائق الخاصة لليلى مراد: الأول إجرائي أو منهجي، وهو تأسيس منهج خاص للتأريخ لحياة المشاهير، وصدر لي 16 كتاباً، معظمها يرتبط بعلاقة مع التأريخ للشخصيات الفنية، وكنت أواجه مشكلة في صعوبة الوصول إلى المعلومات الدقيقة، ووجود تضارب كبير وأخطاء شائعة يجري تكرارها، لهذا حاولت تأسيس منهج جديد في التعامل مع سير المشاهير يقوم على التوثيق.

أما »لماذا ليلى مراد الآن؟«. فالحقيقة أنني لم أبدأ في البحث عن سيرتها في هذا الوقت، إنما منذ وافتها المنية في عام 1995، ذلك أنها من القلائل الذين حاصرتهم حياة غامضة ومثيرة وفيها كثير من المبالغات، بداية من زواجها بأنور وجدي، ومروراً باعتناقها الدين الإسلامي..

وكذا أسرار علاقتها بإسرائيل ..ومن ثم اعتزالها أو توقفها عن التمثيل، حيث إنني أرى أنها لم تعتزل؛ لكنها أجبرت على الاعتزال..وغير ذلك الكثير من الامور التي احسست أن كشفها من واجبي.رحلة بحث طويلة

وكيف وصلت إلى الوثائق النافعة في الصدد، وما سبيل التأكد من كونها صحيحة فعلاً؟

الرحلة امتدت كما قلتُ نحو 20 عاماً، بدأت منذ لحظة وفاة ليلى مراد ودخولي بيتها في نوفمبر 1995، وحتى صدور الكتاب أخيراً عن دار الشروق في القاهرة، وبطبيعتي، لدي شغف غير طبيعي بالوثائق..

وبعد أن استقررتُ على شخصية ليلى مراد، وقعت يدي على وثيقة أضمها إلى المجموعة التي أملكها وتقربني خطوة من الكتاب، واستلزم هذا جهداً ووقتاً ومالاً ومثابرة ومجهوداً لقراءة المعلومات في الوثيقة واستقصاء كثير من الآراء التي كانت تحيط بالشخصية. واستطعت أن أثبت في الكتاب بطلان الاتهامات لها بعلاقتها مع جماعة الإخوان المسلمين.

كشف مهم جديد

أشرت إلى أنك دخلت منزل ليلى مراد بعد وفاتها. معنى هذا أنك لم تلتقِ بها شخصياً؟

حاولت أن التقي بها لكنها رفضت رفضاً تاماً بعد آخر ظهور رسمي لها في عام 1977، ثم سافرتْ عام 1978 إلى أبوظبي، ومنذ ذلك الحين رفضت الظهور إعلامياً تماماً؛ وبالتالي بعد وفاتها في نوفمبر 1995 كان من الطبيعي دخول بيتها لتقديم واجب العزاء لنجليها أشرف وزكي، ومن ثم استجداء الحقيقة، ونشرتُ ما قيل في ذلك الحوار في أحد أعداد مجلة »الكواكب« المصرية..

وأعدتُ نشره في الكتاب، وهذا ينهي تماماً الجدل والغموض الذي يحاصر شخصيتها، ويوضح على ألسنة أولادها أنها كانت مسلمة وعاشت مسلمة وماتت مسلمة ودفنت في مقابر المسلمين، وهذا ما تؤكده وثيقة وفاتها، إذ حصلت عليها في عام 2005 وتعد الأولى من نوعها.

مشكلة

كيف تقرأ الأعمال التي تناولت حياة مشاهير مثل أم كلثوم وسعاد حسني وعبدالحليم حافظ وصباح وغيرهم؟

هذه السير فيها مشكلة كبيرة، فغالبية السير الذاتية التي تناولت حياة فنانين تعاملت بمنطق القداسة وأنهم لا يخطئون، حيث تكتشف أنك تشاهد مسلسلاً لشخصيات لا تخطئ، بينما في الحقيقة أم كلثوم وعبدالحليم وليلى مراد.. وغيرهم، لم يكونوا ملائكة....

وهذا ما قلته للكاتب محفوظ عبدالرحمن مؤلف مسلسل أم كلثوم، فمن المستحيل أن يكون هناك 42 حلقة عن أم كلثوم دون خطأ واحد. بينما أزعم أن كتاب ليلى مراد فيه هذا الجانب؛ لتعامله مع الوثائق. فعلى من يتعامل مع السير الذاتية - خاصة الدرامية - أن يكون باحثاً وناقداً وليس مجرد كاتب سيناريو.

وألفت إلى أن هناك أخطاء فادحة موجودة في مسلسلات لمشاهير كثر، مثل: سعاد حسني وليلى مراد وعبدالحليم حافظ؛ كون المعنيين تعاملوا مع أخطاء شائعة غير محققة. وأريد أن أشدد على أن دراما السير الذاتية الخاصة بالفنانين تستلزم دقة ومنوال تعاط مغاير.

مشروعات مقبلة

هل ستواصل المسيرة في التأريخ الفني؟

انتهيت قبل أيام من كتاب اسمه »أباطرة وسحرة«، وهو عبارة عن دراسة في 14 شخصية فنية متنوعة بين شخصيات مطربين وممثلي كوميديا وتراجيديا. وفيما يتعلق بالمنهج الذي أحاول تأسيسه، فهو التوثيق لحياة المشاهير من خلال الوثائق والمستندات الرسمية، ولدي طموح كبير أن أنتهي قبل نهاية هذا العام من كتاب وثائقي عن حياة سعاد حسني بمناسبة مرور 15 عاماً على رحيلها.

وكذلك كتاب وثائقي عن المطرب الراحل محمد فوزي بمناسبة مرور 50 عاماً على رحيله، ثم في العام المقبل 2017 إعداد كتاب وثائقي عن عبدالحليم حافظ بمناسبة مرور 40 عاماً على رحيله، وكل هذه الكتب ستصدر عن دار الشروق.

أدلة ووثائق تدحض الافتراءات بحق " قيثارة الغناء"

20 عاماً من البحث قضاها الناقد الفني أشرف غريب، في سعيه للتحقق من الشائعات التي تحيط بحياة قيثارة الغناء.. الفنانة الراحلة ليلى مراد. لم تكن مسيرته سهلة أو هينة؛ إذ أخذ على عاتقه رد الاعتبار لليلى مراد، بعد ما لحق بها من شائعات ومبالغات، لا سيما حول علاقتها بإسرائيل ويهوديتها التي ادعى البعض موتها عليها، فضلاً عن شائعات علاقتها بمؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا التي يكشف الكتاب بالأدلة والوثائق عدم صحتها.

يقع الكتاب في 223 صفحة، من إصدار دار الشروق، ويتضمن قراءة في الوثائق التي حصل عليها المؤلف وتمثل مراحل مهمة في حياة ليلى مراد. كما ينقسم الكتاب إلى عشرة أبواب أساسية، إلى جانب قائمتين منفصلتين، الأولى عن أغانيها والثانية عن أعمالها الفنية.

1978

وفي الكتاب أيضاً، صورة لجواز سفرها الأخير الذي استخرجته في نهاية عام 1978، كي تسافر في »رحلتها الأخيرة إلى أبوظبي من أجل تصوير أحد البرامج التلفزيونية«، بصحبة بليغ حمدي، ويضم الكتاب صورتين لليلى مع زوجها الأول أنور وجدي..

كما يشتمل على صورة لها مع وزير الثقافة الأسبق يوسف السباعي، وكمال الملاخ مؤسس مهرجان القاهرة السينمائي في آخر ظهور عام لها في حفل تكريمها سنة 1977، وهناك صور أخرى كثيرة، بينها: صورة لها مع عبدالحليم حافظ عام 1957 »بعد أن تنازلت« له عن أغنية (تخونوه) للملحن المصري بليغ حمدي.

ويؤكد غريب أن ليلى مراد لم تكن شخصية مدافعة عن نفسها؛ بل آثرت الانعزال والانزواء بعيداً عن الأضواء، رغم رغبتها الشديدة في العودة إلى الفن والجمهور، وهو ما ادعت الصحافة عكسه بأنها اعتزلت بملء إرادتها لزحف ملامح الكبر عليها ما أثر في جمالها.

الأبرز

من بين أهم الوثائق التي يشتمل عليها الكتاب:

1 وثيقة زواج ليلى مراد بأنور وجدي.

2 بيان مشترك أصدره الزوجان ليلى وأنور في أعقاب إحدى أزماتهما الأسرية.

3 وثيقة إشهار إسلامها في المحكمة الشرعية.

4 بيان تحركات خاص بها صادر عن القنصلية المصرية في باريس.

5 إقرار بخط يد أنور وجدي يبرئ فيه ليلى مراد من انتمائها إلى إسرائيل.

6 بيان الشؤون العامة للقوات المسلحة يوضح موقف ليلى مراد من إسرائيل.

7 بيان بخط يدها بعد أن ظهرت حقيقة عدم ارتباطها بأي علاقة بإسرائيل.

8 رسالة ليلى مراد إلى اللواء محمد نجيب التي تشكو فيها سوء معاملة رجال الثورة لها على خلفية تهم صلتها بإسرائيل.

9 جواز سفرها.

10 شهادة وفاتها في نوفمبر 1995.

11 صورتها في المدرسة وسط زميلاتها.

12 صورة أول لقطة تقف فيها أمام الكاميرا والكلمة التي كتبتها في الكتيب الدعائي لفيلمها الأول.

13 صورة آخر لقطة وقفت فيها أمام الكاميرا قبل اعتزالها.

14 النص المجهول لأوبريت »مأساة فلسطين« الذي غنته وهي على يهوديتها قبل إشهارها إسلامها.

Email