اضطرابات الصحة النفسية تبدأ في سن باكرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعاني أكثر من 450 مليون شخص من اضطرابات نفسية. وهناك الكثير ممّن يعانون من مشاكل نفسية.

الصحة النفسية جزء لا يتجزّأ من الصحة؛ وبالفعل، لا تكتمل الصحة بدون الصحة النفسية.

الصحة النفسية ليست مجرّد انعدام الاضطرابات النفسية.

الصحة النفسية تتأثّر بالعوامل الاجتماعية الاقتصادية والبيولوجية والبيئية. هناك عوامل اجتماعية ونفسانية وبيولوجية متعددة تحدّد مستوى صحة الفرد النفسية في مرحلة ما. فمن المعترف به، مثلاً، أنّ استحكام الضغوط الاجتماعية الاقتصادية من المخاطر التي تحدق بالصحة النفسية للأفراد والمجتمعات المحلية. وتتعلّق أكثر البيّنات وضوحاً في هذا الصدد بمؤشرات الفقر، بما في ذلك انخفاض مستويات التعليم.

وهناك علاقة أيضاً بين تدني مستوى الصحة النفسية وعوامل من قبيل التحوّل الاجتماعي السريع، وظروف العمل المجهدة، والتمييز القائم على نوع الجنس، والاستبعاد الاجتماعي، وأنماط الحياة غير الصحية، ومخاطر العنف واعتلال الصحة البدنية، وانتهاكات حقوق الإنسان.

كما أنّ هناك عوامل نفسانية وعوامل أخرى محدّدة لها صلة بشخصية الفرد تجعل الناس عرضة للاضطرابات النفسية. وهناك، أخيراً، بعض العوامل البيولوجية التي تسبّب تلك الاضطرابات ومنها العوامل الجينية واختلال توازن المواد الكيميائية في الدماغ.

الصحة النفسية هي حالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته الخاصة والتكيّف مع حالات التوتّر العادية والعمل بشكل منتج ومفيد والإسهام في مجتمعه المحلي.

ويتجلى البعد الإيجابي للصحة النفسية في تعريف الصحة الوارد في دستور منظمة الصحة العالمية: "الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرّد انعدام المرض أو العجز."

تبدأ نصف الاضطرابات النفسية تقريباً قبل سن الرابعة عشر.

تشير التقديرات إلى أنّ 20% من الأطفال والمراهقين في شتى أنحاء العالم يعانون من اضطرابات أو مشاكل نفسية، وأنّ الاضطرابات المُبلّغ عنها تتشابه على الرغم من اختلاف الثقافات. غير أنّ المناطق التي تبلغ فيها نسبة الأشخاص دون سن التاسعة عشر أعلى مستوياتها تتسم بأقلّ مستوى من موارد الصحة النفسية. فمعظم البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل لا تملك إلاّ طبيباً واحداً متخصّصاً في طب الأطفال النفسي لكل مليون إلى أربعة ملايين ساكن.

يتسم الاكتئاب بحزن مستمر وفقدان للاهتمام مع أعراض نفسية وسلوكية وجسدية. ويحتل الاكتئاب المرتبة الأولى في قائمة أسباب العجز في جميع أنحاء العالم.

يذهب نحو 000 800شخص، في المتوسط، ضحية الانتحار كل عام، علماً بأنّ 86% من أولئك الأشخاص هم من سكان البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. وتتراوح أعمار أكثر من نصف أولئك المنتحرين بين 15 و44 عاماً. وتبلغ معدلات الانتحار أعلى مستوياتها بين الرجال في بلدان شرق أوروبا. وتمثّل الاضطرابات النفسية التي يمكن علاجها أهمّ الأسباب المؤدية إلى الانتحار.

تخلّف الحروب وغيرها من الكوارث الكبرى آثاراً خطيرة على الصحة النفسية والعافية النفسية الاجتماعية. والمعروف أنّ معدلات الاضطرابات النفسية تتضاعف عموماً عقب حالات الطوارئ.

تدخل الاضطرابات النفسية ضمن عوامل الاختطار الكامنة وراء الأمراض السارية وغير السارية. كما يمكنها الإسهام في حدوث الإصابات العرضية والمتعمدة.




 

Email