التوحد.. لغز يبحث عن حل

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بقلم: عفاف الحداد مساعد رئيس وحدة التعليم - مركز دبي للتوحد

يعتبر التوحد من المواضيع حديثة الطرح نظراً لزيادة انتشاره المثيرة للقلق ولغموض الأسباب المرتبطة به، فما زال العلماء مختلفين فيما إذا كان التوحد اضطراباً أم مرضاً؟ لذا جاء هذا الطرح  ليستعرض وليجيب عن الأسئلة المرتبطة بهذا الشأن:

ما  هو التوحـــد؟

يسمى باضطراب طيف التوحد "Autism Spectrum Disorders"، كما يسمى بالاضطرابات النمائية الشاملة "Pervasive Developmental"، وكذلك يسمى بالاجترارية، أو الذاتوية، أومتلازمة كانر.

ويعرف التوحد بانه اضطراب انفعالي سلوكي، يؤثر على السلوك التكيفي للإنسان والمحيط الاجتماعي مما يعيق الاتصال والتواصل مع الآخرين، ويؤثر سلباً على اللغة ، ويرافقها حركات نمطية عصابية مرتبطة بخلل ومشاكل في الجهاز العصبي المركزي.

ويعرف التوحد  كما جاء عند  (DSM- IV) الدليل التشخيصي والإحصائي للإضطرابات العقلية بأنه عبارة عن خلل عقلي واضطراب في النمو يستمر مدى الحياة، حيث يظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل، وينتشر أكثر عند الذكور بنسبة 1:4 عن مثيلتها عند الإناث، ويوجد التوحد في جميع أنحاء العالم وفي مختلف العرقيات والخلفيات الاجتماعية.

هل التوحد اضطراب أم مرض؟

اختلف  العلماء والباحثين حول الإجابة على هذا السؤال، ومع زيادة نسبة التوحد الملفتة للنظر حيث ذهبت الأكثرية إلى إثبات أن التوحد  اضطراب وليس مرضاً معدياً، كما أنه ليس هناك فحوصات وأدوات طبية معينة لتشخيص هذا الاضطراب، بل إن تشخيصه الدقيق  يعتمد على الملاحظة والمشاهدة للسلوكيات الصادرة من الفرد المصاب بالتوحد سواء من قبل الأهل أو الأخصائيين النفسيين أو التربويين، وكذلك فان المرض يمكن الشفاء منه في حال زوال أعراضه وألمه، أما التوحد فلا يصاحبه ألم، إنما يوجد له أعراض يمكننا أن نقلل منها، ولا يمكننا إزالتها.

أنواع التوحد

يشتمل التوحد على خمسة أنواع مختلفة، وقد لا نجد هذا التصنيف في جميع المراجع العلمية، ولكن للتسهيل وللفائدة العلمية والتربوية يتم طرح هذا التقسيم لأنواع التوحد وفقا لما ورد من عدة مصادر وتحديداً من جمعية شمال كارولينا للتوحد عام 1998:

1-  اضطراب التوحد.

2-  متلازمة أسبرجر.

3-  متلازمة ريت.

4-  اضطراب الانتكاس الطفولي.

5-  الاضطراب النمائي الشامل - غير المحدد.

 العوامل المسببة للتوحد

من الملفت للنظر في البحث عن أسباب التوحد، ضعف وقلة الطرح التربوي والنفسي والاجتماعي والطبي، حتى أن البحوث العلمية والتربوية التي أجريت حول التوحد لم تتوصل حتى اليوم إلى نتيجة حول السبب المباشر للتوحد، فتشير بعض الأبحاث إلى وجود عامل جيني ذي تأثير مباشر في الإصابة بهذا الاضطراب، ويعتقد البعض أن السبب الحقيقي هو تلوث بيئي سواء من الجو أو الماء أو الطعام، أي مواد مصدرها البيئة التي تؤثر وتصيب الدماغ أثناء الحمل، وما بعد الولادة.

علامات الإصابة باضطراب طيف التوحد

    ضعف النمو اللغوي وتشتت في الكلام والافتقار إلى المفردات مع اضطراب في مضمون الكلام، وترديد لبعض الجمل التي يسمعها بطريقة ملفته للنظر.

    الميل إلى عدم استعمال الإشارات غير اللفظية مثل الابتسام والتواصل الجسدي كالعناق والاحتضان ويفتقدون إلى التواصل البصري.

      اللعب بطريقة مختلفة مثل اللعب بلعبة واحدة لفترة طويلة من الوقت أو رص الالعاب بطريقة معينة والافتقار للعب التخيلي.

    الإصرار على الطقوس والروتين.

    الحركات النمطية مثل هز الرأس، رفرفة اليدين والأصابع

    يظهر عليهم غياب للعلاقات الاجتماعية والاتصال والمحادثة واستجابة بطريقة غير مناسبة مع البيئة المحيطة.

    عدم ادراك الخطر

    الانطواء على الذات وعدم الاهتمام بالآخرين.

     لديهم مشكلات في التخيل والتذكر.

    سلوكيات إيذاء الذات، والانشغال مثل ضرب الرأس،العض، حك الجلد  أحيانا والذي يتطلب علاجا من خلال إجراءات تعديل السلوك.

    لديهم عيوب في الاستجابات للإثارة الحسية

     ليس لديهم القدرة على توليد استجابات وأفكار،واضطراب في تنظيم الأفكار وتنفيذ الأفعال

    لديهم خوف مفاجئ دون سبب

    عادات  نوم سيئة  فقد يستيقظ في الليل أكثر من مرة وقد يبلل نفسه.

    لا يوجد مودة وصداقة ولعب مع الأبوين والعائلة والأصدقاء،ويفتقدون إلى انفعالات العطف.

     يفتقدون إلى اللعب التخيلي واللعب الابتكاري ولا يقلدون الآخرين.

     لديهم فشل في استعمال الضمائر

    لديهم سلوك الجفل من الأصوات العالية مثل صوت الآلات أو المكنسة الكهربائية

تأهيل المصابين بالتوحد

إن طرق تأهيل المصابين بالتوحد متنوعة وخاضعة للتقييم الموضوعي الميداني للاخصائيين العاملين مع الأفراد المصابين بالتوحد ويمكننا الاستفادة منها جميعا مع أهمية دورنا في الإبداع والتجديد وتقديم كل ما هو نافع ومفيد.

1-    طريقة تعديل  السـلوك:

يعتبر تعديل السلوك من الطرق العلاجية الحديثة،والفعالة في التعامل مع اضطرابات طفل التوحد،إن مبتكر هذه الطريقة هو ايفور لوفاس Ivor Lovaas

2- طريقة العلاج بالدمج الحسي Sensory integration therapy  :

الدمج الحسي هو عملية تنظيم الجهاز العصبي للمعلومات الحسية لاستخدامها وظيفياً

3- طريقة العلاج بتنمية القدرات اللغوية

4- طريقة  التعلم المبني على (Teacch)

تعتبر "تيتش" طريقة تعليمية شاملة مصممة للعمل بشكل فردي مع الأفراد المصابين بالتوحد،حسب احتياجات وقدرات كل فرد.

5-طريقة جدول النشاط المصورة :

تعتبر من طرق العمل الهادفة والناجحة مع حالة الطفل المصاب بالتوحد ،ومن أحدث استراتيجيات التواصل الفعال،وذلك بهدف أن يتعلم الطفل مهارات أساسية معينة،من خلال استخدام الصور.
 

Email