التوحد وتعديل السلوك

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بقلم: حاتم جابر ، معلم تربية خاصة ، مركز دبي للتوحد

عندما نتكلم عن التوحد فإننا نتكلم عن طفل يفتقد إلى كثير من جوانب التعامل في الحياة التي تجعله حالة خاصة تختلف عن بقية الأطفال، ومن الجوانب المهمة في شخصية الطفل المصاب بالتوحد الجانب السلوكي حيث يعتبر جزءاً هاماً تهتم به أسرة الطفل.

ومن هنا يجب أن نتوقف لأننا سوف نتحدث عن سلوكيات غير موجودة في الطفل العادي، لذلك  نجد أن سلوك الطفل المصاب بالتوحد خاصاً لأنه يتغير بشكل كبير من طفل إلى آخر فليس هناك طريقة واحدة ثابتة نتبعها لتعديل سلوك الطفل المصاب بالتوحد مثل سلوك الصراخ والنشاط الزائد وضعف التواصل البصري.

والسؤال هنا هل يمكن للسلوكيات الخاصة بالطفل المصاب بالتوحد تعديلها أو الحد منها؟

الإجابة هي نعم، يمكن تعديل سلوكياته بشكل كبير، لأن الله خلقه مثل بقية الأطفال، لكنه طفل من نوع خاص يحتاج إلى احتياجات نفسية واجتماعية خاصة وطريقة خاصة في التعامل والتعلم،  ويجد البعض أن التعامل مع الطفل المصاب بالتوحد مشكلة صعبة ولكن في الواقع أنها ليست كذلك، لأننا إذا قمنا بفهم الطفل ودرسنا جميع الظروف الخاصة به وأدركنا احتياجاته إدراكاً كاملاً على أنه طفل خاص فسوف ننجح.

كيف يتم تعديل سلوك الطفل التوحدي

يعتبر سلوك الطفل المصاب بالتوحد سلوكاً معقداً لأننا في أغلب الظروف لا نعرف لماذا يصدر هذا السلوك، والسبب أن الطفل لا يعبر بشكل طبيعي أو لا يستطيع التعبير عنه أو لا يستطيع أن يجيب مثل الطفل العادي، لذلك من المهم جداً أن نحدد السلوك الذي نريد تعديله في الطفل المصاب بالتوحد وهذه هي أهم نقطة في تعديل السلوك.

ولا أقصد بتعديل السلوك تعريفه وإنما تحديده وبعد تحديد نوعية السلوك الذي يتم اختياره يجب أن نحدد الجوانب التي يؤثر عليها السلوك بشكل سلبي أو الجوانب التي تعاني منها أسرة الطفل في حياته اليومية معه حيث يوجد أكثر من سلوك في الطفل الواحد يحتاج إلى تعديل، وفي هذه الحالة يجب أن نعرف كيف تؤثر هذه السلوكيات على الجوانب الحياتية للطفل ونبدأ بالتعامل مع الأهم منها أولاً.

فنجد أن المعلم يقوم في عملية التعديل السلوكي للطفل المصاب بالتوحد بتعزيز السلوك حيث يستخدم السلوك البديل والتوجيه اللفظي وغيرها من الأساليب، لكني أرى أن تعديل السلوك يجب أن يأخذ منحى آخر يأتي بثماره الفعالة في عملية تعديل السلوك وهو مدى العلاقة بين الطفل والمعلم الذي يقوم بعملية تعديل السلوك ومدى استجابة الطفل وقبوله للمعلم.

وهل إحساس المعلم بالاحتياجات النفسية والشعورية الخاصة بالطفل عالية؟ وهل المعلم لديه المرونة الكافية في استخدام أساليب جديدة في تعديل السلوك غير الأساليب المتعارف عليها في الكتب؟ لذلك نجد أن ليس كل معلم قادر على القيام بعملية تعديل السلوك بنجاح، فيجب أن تتوافر في أخصائي تعديل السلوك الصفات التالية: الصبر وقوة التحمل، وروح التجديد والتنويع في الأساليب، والقدرة على التحكم والسيطرة على السلوك، وابتكار طرق جديدة في تعديل السلوك.

وأخيراً يجب أن نهتم بتعديل سلوكيات الأطفال المصابين بالتوحد لأنه مهما تقدم الطفل من الناحية الأكاديمية يبقى أن يواجه العالم الذي يعيش فيه، لأنه يواجه الناس ويتفاعل معهم في المواقف الاجتماعية، وهذا ما تعانيه أسرة الطفل المصاب بالتوحد لذلك يجب أن يمارس الطفل المصاب بالتوحد السلوكيات الاجتماعية بشكل منظم.


 

Email