المشاعر الايجابية تمنحك القوة والتوازن

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفصلنا أياماً قليلة عن نهاية هذا الشهر الفضيل شهر رمضان الكريم ، الذي يعتبر فرصة مثالية لتنقية الجسم من الشوائب والسموم ، والنفس من الرواسب والهموم . وللأسف نقول إن البعض لا يستفيد من هذه الفرصة خصوصاً ما يتعلق بتعزيز علاقاتنا الاجتماعية ، لأن رصيدنا الأساسي يتجلى في عمق العلاقات الانسانية التي تحكمنا ونتحكم بها ، وليس رصيدنا في البنوك وأسواق الأسهم ، ولهذا نقول من لم يستفد من شهر رمضان المبارك في تعزيز علاقاته وفي إعادة النظر في العلاقات المقطوعة لأسباب متعددة ، عليه أن يسعى إلى التواصل والاستفادة من هذا الشهر الفضيل ومن العيد كمناسبة إضافية تتيح الفرصة لمن نسي أو تناسى إعادة العلاقات ، ولنتذكر جميعاً أن الاعتذار حينما يخطئ الانسان يعتبر دليل قوة وليس دليل ضعف ، و أن التسامح مع الآخرين يعيد للجسم توازنه الجسدي والنفسي المفقود ، وله فوائد عديدة تنعكس على أعضاء الجسم المختلفة ، بما في ذلك القلب هذا العضو النبيل الذي ينبغي ألا ينبض إلا بالمحبة . و لنتذكر جميعاً أن المشاعر السلبية تسلب من الجسم حيويته ، أما المشاعر الايجابية فهي تمنحه الشعور بالصحة والسعادة والقوة .

كم نحن بحاجة إلى الى التسامح هذه الأيام ، التسامح لكي يصبح أسلوب حياة علينا تعزيزه في علاقاتنا منذ الصغر ، لأنه يعزز المشاعر الايجابية بيننا ، و هو خريطة طريق ترسم البسمة على الشفاه وتمنح حياتنا المزيد من الحياة ، التي طغت عليها المادة والحسابات .

ووفقاً لما تشير إليه الدراسات فإن التسامح والمحبة والكلمة الطيبة تساعد على السيطرة على ضغط الدم ، بينما الحقد والكراهية والكلمات الجارحة لا تدمي القلب فقط بل تقصر العمر أيضاً.

لهذا نأمل أن تسود المحبة والتسامح والكلمة الطيبة ليس في هذا الشهر الفضيل وإنما في باقي الأشهر لأنها تضفي على حياتنا قيمة اضافية لا يقدّر ثمنها بأي ثمن.


 

Email