غرق في شبر من الماء

كثيرة هي الحوادث التي لا ينفع الندم عليها ، والتي يكون لنا نحن " الكبار" دوراً في حدوثها ، وبالطبع الدور غير مقصود ، ولكن بسبب الاهمال وعدم تقدير الموقف بشكل جيد وعوامل أخرى قد تؤدي لحدوث مأساة قد يكون ضحيتها فلذات أكبادنا .

ووفق لما تشير إليه الدراسات فإن حوداث الغرق تعتبر المسبب الأول للوفاة ما بين الأطفال الصغار تحت عمر خمس سنوات ، وحسب الجمعية الملكية للوقاية من الحوادث في بريطانيا ، كل عام أكثر من مليون طفل يدخلون إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات بسبب الحوادث المنزلية ومن بينها الغرق في بركة السباحة أو في حوض الاستحمام ، وغالباً ما تحدث هذه الحوادث في موسم الصيف والاجازات.

وللأسف نقول إن الأهل بسبب الاهمال يتركون الطفل الصغير سواء في بركة السباحة أو في حوض الاستحمام في الحمام أو في المسابح المنزلية البلاستيكية معتقدين أنها آمنة ، ولا يدرون أن الطفل قد يغرق في شبر من الماء، وأن جلوس الاب أو الأم بالقرب من مكان السباحة أو الاستحمام لا يكفي لوحده ، إذ لا بد أن تكون المراقبة واعية دون اغفال العين عن الطفل لثواني ، ولكن بسبب انشغال الأب أو الام بالهاتف الذكي والاتصالات الهاتفية أو غير ذلك فالطفل قد يغرق مباشرة. وللوقاية من الغرق والاستمتاع بالصيف والاجازة بدون مصائب ينصح باتباع قواعد السلامة وعدم اقتناء اي حوض بلاستيكي للسباحة في المنزل دون التأكد من معايير السلامة ولا بد من اقتناء معدات الوقاية من الغرق وانقاذ الطفل.

وعلى الآباء والأمهات والمربين عدم ترك الطفل في حوض الاستحمام يلهو لوحده في الحمام ، وتذكر عزيزي المربّي ان الثانية التي تغفلها عن طفلك قد تكون ضريبتها كبيرة جدا والخسارة فادحة ، وأن الطفل الصغير بحاجة إلى من يلهو ويلعب معه ، وهذا السلوك يحسن من مهاراته ومن تطوره الروحي والحركي ، ولهذا يمكنك أن تمضي بعض الوقت في اللعب في حوض السباحة مع طفلك أفضل من ان يسبح لوحده ، وعليك الدور الاكبر في تعليمه فن السباحة واجراءات السلامة.

ولنتذكر جميعاً أن الطفل الصغير قد يغرق في شبر من الماء ، لهذا علينا ألا تغفل العين عن أطفالنا فلذات أكبادنا، وأن أطفالنا أمانة بين أيدينا.


بقلم : د.بسام درويش
مستشار في الاعلام الصحي في بلسم لتعزيز الصحة