التلفزيون هل يضعف صحتك ؟

التلفزيون هل يضعف صحتك ؟

بقلم د.بسام درويش مستشار في الاعلام الصحي في بلسم لتعزيز الصحة

على رغم أهمية وسائل الاعلام بشكل عام والتلفزيون بشكل خاص في التأثير بالرأي العام والسلوك الخاص بالفرد والمجتمع ، إلا أننا لا نستفيد من هذه الوسائل بالشكل الأمثل خصوصا التلفزيون الذي بات يعرض برامج مستنسخة من هنا وهناك بهدف الربح وتحقيق الكسب المادي وليس بهدف المساهمة في تعزيز الوعي الصحي وتقويم السلوك ، بل بالعكس من ذلك ، ففي هذا الشهر الفضيل تكثر المسلسلات التي تروج للتدخين والمسكرات ، من خلال المشاهد المتكررة في هذه المسلسلات ، أما البرامج الترفيهية والمنوعة فترعاها شركات الأغذية المصنعة والمشروبات الغازية  مشروبات الطاقة وغيرها من الأطعمة التي تقدمها مطاعم الوجبات السريعة ،

وفي دراسة حديثة نشرت مؤخراً في المجلة الأميركية لأمراض القلب ، تبين أن مشاهدة التلفزيون لأكثر من ثلاث ساعات يومياً يؤدي للوفاة قبل الاوان بسبب الأمراض المزمنة كأمراض القلب والبدانة وارتفاع الضغط والكولسترول وغير ذلك من الأمراض التي تقصر الاعمار. وتبين أيضاً أن استهلاك المشروبات الغازية والوجبات السريعة قد ارتفع استهلاكها بسبب بطولة كأس العالم لكرة القدم 2014 ، حيث تم انفاق 459 مليون دولار على مثل هذه الأطعمة والمشروبات في هذه المناسبة ، وإذا ما تخيلنا حجم المأساة جراء الجلوس ساعات طويلة سواء بسبب مباريات كرة القدم في الموسم الحالي لبطولة كأس العالم ، او بسبب الجلوس لمتابعة المسلسلات التلفزيونية التي تغصّ بها شاشات التلفزة في شهر رمضان المبارك، والذي من المفترض أن تقدم هذه الشاشات كل ما هو مفيد للصائمين في هذا الشهر الفضيل .

ووفقاً لدراسة نشرت في مجلة " لانسيت " الطبية البريطانية ، فقد تبين أن معدلات البدانة قد ازدادت بشكل كبير منذ عام 1980 ، وفي العام 2008 كان هناك أكثر من 1.4 بليون شخص من البالغين ممن يعانون من البدانة ، وفي العام 2012 بلغ عدد الاطفال الذين يعانون من البدانة اكثر من 40 مليون طفل تحت سن الخامسة .

مما سبق يمكننا القول إن التلفزيون بما يقدمه من برامج ومسلسلات واعلانات يلعب دورا سلبياً ، بدل أن يقوم بدور هام في تعزيز مفهوم الصحة في حياتنا اليومية ، وحتى يقوم بهذا الدور لا بد ان يكون هناك خطة طريق واضحة الأهداف واستراتيجية متكاملة ومتوافقة مع أهداف واستراتيجية الهيئات الصحية التي تعمل من أجل صحة وسلامة الفرد والمجتمع.

وما نأمله أن يساهم التلفزيون في الرقي بمستوى الوعي الصحي منذ الصغر ، بدل أن يساهم منذ الصغر في الاصابة بالبدانة والسير في الاتجاه المغاير للصحة .