الادوية المغشوشة خسارة مادية وبشرية

تشير الدراسات إلى أن قيمة مبيعات الأدوية المزيّفة في ازدياد، فقد وصلت إلى 75 مليار دولار أمريكي في عام 2010، ممّا يشكّل ارتفاعاً بنسبة 92% مقارنة بعام 2005. ويعود ذلك إلى أسباب عديدة منها ضعف الرقابة على هذا النوع من التجارة السوداء ، إضافة إلى تدني مستوى الوعي ، والاسعار المتدنية للأدوية المغشوشة التي تدفع المريض لشراء هذه الادوية من أجل توفير المال ولكنه في الحقيقة يخسر المال وحياته أيضاً.

و للأسف نقول إن الشبكات التي تعمل على انتاج الأدوية المزيفة والترويج لها وتوزيعها بطرق غير قانونية ، تستغل حاجة المرضى من الذين يتناولون الادوية الغالية الثمن المرهقة للميزانيات ، وحاجة الاشخاص الأصحاء الذين يطمحون إلى التخلص من الوزن الزائد بلمح البصر او معالجة المشكلات المتعلقة بالضعف الجنسي والانتصاب ، والتي تعتبر الادوية الاصلية عادة مكلفة مادياً ، يستغلون هذه الحاجات ويبيعون الوهم والشكل فقط .

فمن يقارن ما بين الدواء المزيف والدواء الأصلي لا يمكنه اكتشاف الفرق بينهما إلا من خلال الفحص والتجربة ، وتكمن الخطورة في أن المريض الذي يتناول الادوية الخافضة للكولسترول مثلا ، يتناول الادوية المزيفة من هذا الصنف معتقداً أنه الدواء الأصلي لكن سعره أقل ، ومثل هذا الامر يؤدي الى تراكم الكولسترول والوفاة او الاصابة بالعجز جراء الجلطة او السكتة ، حينها لا ينفع الندم نهائياً.

أخيراً يقول هوارد تسوكر، المدير العام المساعد لشؤون التكنولوجيا الصحية والمستحضرات الصيدلانية بمنظمة الصحة العالمية، "إنّ حمل حقيبة يدوية مزيّفة أو ارتداء قميص داخلي مزيّف لا يعرّض حياة المرء للخطر، غير أنّ المرء قد يهلك إذا ما تعاطى دواءً مزيّفاً. وبناء عليه، ينبغي أن تكون الإجراءات التي تتخذها الشرطة على الصعيد الدولي ضدّ مصانع الأدوية المزيّفة وشبكات توزيعها بالصرامة ذاتها التي يواجه بها مهرّبو المخدرات."

لهذا وجب علينا جميعاً أياً كانت مواقعنا أن ننتبه إلى مخاطر هذه الأدوية التي تهدف إلى الثراء السريع على حساب آلام وأرواح المرضى نتيجة الغش الدوائي .

وعلى كافة الجهات المعنية بصحة وسلامة الانسان أن تعمل جاهدة على محاربة هذه التجارة الخطيرة التي لا تقل خطورة عن تجارة المخدرات أو الأسلحة ، لأنها قاتلة وضارة جداً بصحة الفرد والمجتمع.

بقلم : د. بسام درويش
مستشار في الاعلام الصحي في بلسم لتعزيز الصحة