تصميم المستشفيات وسلامة المرضى

قبل البدء بأي مشروع في مجال القطاع الصحي لا بد من وضع " سلامة المرضى " ضمن أعلى سلم الأولويات والأهداف ، لأن نجاح المشروع يعتمد على مدى نسبة الرضا المرتبطة أساساً بالجودة والسلامة أي سلامة المرضى .

ويلعب في هذا الأمر دوراً هاماً التصميم الهندسي لأي مشروع طبي سواء أكان منشأة صحية صغيرة ام كبيرة ، ومن العناصر التي ينبغي وضعها نصب الأعين حين البدء بالتخطيط ومراعاتها جيداًحين التنفيذ الضوضاء ونوعية الهواء والانارة والراحة والسلامة في الغرف والممرات وسهولة التحرك في الأزمات والحالات الطارئة ، وسرعة التواصل مع فريق العمل من الكوادر الطبية والتمريضية والالوان ، وامكانية التوسع حين الضرورة دون أن يؤثر ذلك على الأداء أو يتطلب اتخاذ اجراءات قد تكون غير مجدية اقتصادياً حينها، اضافة إلى عدد من العناصر العديدة والضرورية والتي لا يمكن اغفال اي عنصر منها مهما كان السبب.

وللأسف نقول إن بعض المشاريع الصحية ما إن يتم الاعلان عنها والبدء بتشغيلها حتى يتم اكتشاف الاخطاء التي يتطلب اصلاحها الكثير من الوقت والجهد والمال، إضافة إلى أنها قد تؤثر على سلامة المرضى وتساهم في حدوث اصابات أو أخطاء تضر بالمريض.
ويعود ذلك لاسباب عديدة أهمها أن الغاية الاساسية هي سلامة المرضى التي يجب ألا تغفل عن البال في أي مرحلة من المراحل التخطيطية والتنفيذية والتشغيلية للمنشأة الصحية .

على سبيل المثال تزداد مخاطر العدوى داخل المستشفيات في الغرف التي تحتوي على عدد من الأسرة ، بينما تقل في المستشفيات التي تحتوي الغرفة الواحدة على سرير واحد فقط ،

خلاصة القول لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يتم النظر إلى تصميم المنشأة الصحية بمعزل عن سلامة المرضى ، والعاملين في هذه المنشأة أيضاً ، وذلك تجنباً لوقوع الأخطاء إن لم نقل الكوارث التي قد تحدث بسبب الرغبة في التوفير وتقليل النفقات.

ومما لاشك فيه أن التصميم المبني على المعايير الاساسية لسلامة المرضى ، يقلل من نسبة الاخطاء البشرية ومن العدوى داخل المشافي ومن الاصابات الناجمة عن العمل ، إضافة إلى ذلك فهو يعتبر وسيلة لتحقيق الربح على المدى الطويل ، لأن رضا المريض هو القوة المحركة للدخل المادي ولنتذكر أن المبالغ التي تنفق في سبيل تحقيق الجودة هي استثمار في سلامة المرضى ووسيلة لتحقيق التميز والربح .

بقلم د.بسام درويش
مستشار في الاعلام الصحي في بلسم لتعزيز الصحة